لقد طفح الكيل، ولم يعد أحد يتحمل إساءات المتعصبين الذين يقسمون أفراد المجتمع ليجعلوا أنفسهم الأحسن والأفضل! وما الردود الصحفية وتغريدات التويتر والفيس بوك على صاحب الفرقة الناجية الذي خصها لجماعته إلا دليلاً على بدء نفاذ حلم العقلاء. قبل عدة سنوات انتقدت أحد العلماء لنشره كتاباً قسم فيه الناس على غير مبادئ الإسلام الناهية عن التفريق بين الناس على أساس اللون والجنس والقبيلة. لكن بكل أسف وصف أحد مشجعي هذا التوجه النقد بالعنصرية. فقلت يا سبحان الله يقسمون عباد الله وإن وجههم العقلاء تذمروا وقالوا إنها عنصرية.
فعلاً كان العقلاء يمتنعون عن الرد على هذه الدعاوى الجاهلية حتى لا تتسع الدائرة رغبة منهم في وأد أفكار التعصب في مهدها. لكن رغم ذلك ازداد الأمر سوءاً فبدت السحابة السوداء أشد اتساعاً. وتراكمت الدعاوى فهذا يطالب أن يلحق بمدينته وصف المكرمة في دلالة صارخة منه تفضح حجم التعدي على المقدسات طالما أنها تطفئ نار الغيرة. وهذا محلل نفسي يميز أهل الوسطى على أهل الحدود فيشكك في انتمائهم للوطن.
أقول ذلك لأني خائف مرتين: في الأولى، من نغمة التعصب فهي محرك للتوتر الاجتماعي خاصة بعد أن أخذ صراخ أتباعه يزداد علانية وصراحة وفي المرة الثانية، من ردة الفعل عندما يأخذ كل فريق على الآخر وعندئذ لا يمكن أن يقال للناس لا تردوا على من يتهمكم في لونكم ومناطقكم في وقت تترك فيه الساحة للمتعصبين.ألا يعلم هؤلاء أن أغلب العوائل والأسر عبارة عن علاقة رحم وقرابة وصداقة مع أطياف كثيرة ومتعددة، ولا يريد أحد منا إحراق هذه الورقة الرابحة.إنني أطرح مستقبل هذه الورقة أمام وزير الثقافة والإعلام فلديه أنظمة تحاسب وتجرم وتعاقب كل من يعبث بها.. ترى هل يزيل الخوف عني؟