أصاب وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني غازي العريضي عندما قال إن "لبنان يشهد أسوأ حكومة وأفشل معارضة"، بتوصيفه الوضع السياسي في لبنان.
فالحكومة بتلاوينها المختلفة وغير المنسجمة تؤكد قول الوزير في الحكومة، والمعارضة غير مؤهلة لقلب الطاولة على حكومة الأمر الواقع، لفقدانها الأغلبية البرلمانية بعد أن تخلى الزعيم "الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن حلفائهما في 14 آذار.
الأحداث الأخيرة التي شهدها لبنان على حدوده مع سورية تثبت أيضا قول الوزير العريضي، فالاختراقات السورية تضاعفت في الآونة الأخيرة للحدود اللبنانية، ولم تلق من الحكومة ما يمكن أن يعبر عن حرصها على السيادة الوطنية، وكأن المواثيق التي أبرمت بين لبنان وسورية في ظروف غير طبيعية، تفرض على لبنان أن يحترم المواثيق والمعاهدات، ولا تفرض على سورية أن تراعي حرمة الجارة الشقيقة في الحفاظ على سيادتها والدفاع عن مواطنيها العزل.
المعارضة التي وصفها العريضي بالفاشلة، هي فعلا كذلك، كونها لا ترى من الصورة سوى وجودها خارج الحكم، فالأوضاع في لبنان تتطلب من الجميع التكاتف والتآزر، حكومة ومعارضة لتخطي المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، وهو أمل بعيد المنال، طالما أن الانقسام بات عموديا في بلد لا يتحمل المزيد من الانقسامات.