يعتمد الخطاط محمد جمعان الدوسري المدرسة الحديثة في صياغة اللوحة الفنية منطلقا من اتساع في الرؤى والتعبير والبحث والتجديد، مبدعا جماليات متنوعة في مجال الخط العربي ليخرج من حيز المحاكاة إلى الإبداع.

وفي تجربته الجديدة في التجديد الحرفي، يعمل على تناغم الاستقامات مع الفراغ وبهو المكان، مضيفا النمنمات الخطية إلى لوحته ضمن نطاق الإبداع التعبيري، الأمر الذي يسهم في جعلها لوحة تشكيلية محددة من خلال اختزال المعنى والاستفادة من تراكيب الحروف في تناسق خطي ولوني متقن.

إن الخصوصية التي تحظى بها اللوحة الخطية التشكيلية لدى الخطاط والفنان محمد تأخذك إلى فلسفة التعامل مع المعطيات الحية في مجال الخط التشكيلي؛ مما يجعلنا نؤمن أن الفنان المبدع هو الذي يصنع من فضاء المساحة وجمال التعبير قوة في الطرح المبني على المعرفة؛ ليجعل من الرحابة مجالا للموضوع الذي يأخذ إيقاعه بواسطة القلم الخشبي والورق الملون والألوان البسيطة، إلى جانب قدرة فنية لافتة.

يقول محمد جمعان: إن اللوحة ليست مجرد ورقة وأحبار، بل مشروع متكامل يبدأ من الفكرة والتصميم، مبينا أنه يجتهد في البحث عن العبارة سواء أ كانت آية، أم دعاء، أم حديثا نبويا، أم حكمة مأثورة، متأملا مفردات الحروف، والتواء الكاسات، والألفات وحركات السين، والصاد، ثم يبدأ بالحذف والإضافة، والمد والاختزال، حتى يصنع التركيب الذي يريد من خلاله عمل المدلول التعبيري.

ويضيف: أستفيد من الخطوط في صنع اللوحة الفنية من خلال خبرة عميقة بأنواعها. مشيرا إلى أنه حال اكتمال المدلول الفني في التركيب الجمالي، يبدأ في عمل الأرضية التي سيضع عليها منجزه، مستخدما أنواعا كثيرة من الأحبار والألوان المختلفة.

يذكر أن الخطاط محمد جمعان عضو مؤسس في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية والجمعية السعودية للخط العربي، وعضو في جماعة ألوان التشكيلية، وعضو سابق في جمعية الثقافة والفنون في الدمام، وشارك في العديد من المعارض الجماعية في الدمام، والخبر، والجبيل، وأبها، والرياض، وجدة، والخبر، والقطيف، إضافة إلى المشاركات الدولية في عدد من الدول الخليجية والعربية، كما حاز على العديد من جوائز الاقتناء في معرض المقتنيات الأول والثاني، ومعرض خطاطي المملكة، ومعرض أصدقاء الريشة.