قتل خمسة مدنيين وأصيب 20 آخرون بجروح أمس في اشتباكات بين الجيش الموالي للرئيس اليمني ومسلحين قبليين معارضين في تعز. وذكرت مصادر محلية وشهود عيان أن الاشتباكات العنيفة تصاعدت منذ منتصف ليل أول من أمس، إذ يحاول اللواء 33 اقتحام مدينة تعز التي يسيطر عليها بشكل واسع المسلحون المعارضون، من الجهة الغربية وقد حصل على تعزيزات كبيرة بالمعدات والرجال. وأكد سكان في المدينة أنه مع استمرار الاشتباكات تم إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المدينة التي باتت معزولة عن محيطها الريفي، وهي أكبر مدينة في اليمن من حيث عدد السكان ورأس حربة في الحركة الاحتجاجية المناهضة للرئيس علي عبدالله صالح.

وذكر شهود أنهم رأوا دبابات الجيش تنتشر في حي بيرباشا وفي جوار نادي الصقر في غرب المدينة وكانت تلقى مقاومة شديدة. كما تقوم قوات الجيش بقصف ضواحي شمال تعز لاسيما منطقة المخلاف. وأفات مصادر محلية أن قوات اللواء 33 المرابطة على مشارف المدينة تلقت في اليومين الأخيرين تعزيزات بالدبابات والرجال من الجيش في محافظة لحج الجنوبية. وتشهد تعز انتشارا واسعا للمسلحين المعارضين والموالين للرئيس صالح، فيما أكد سكان أنهم يلحظون تواجد "وجوه غريبة" بين المسلحين الموالين للرئيس قد يكونون أتوا من خارج تعز.

يأتي ذلك بالرغم من التوقيع على اتفاق لنقل السلطة في اليمن يشمل خصوصا رفع المظاهر المسلحة. إلا أن مسؤولين في معسكر الرئيس وفي المعارضة على حد سواء حذروا من هشاشة الأمن ومن إمكانية انفجار الوضع في أي لحظة، لا سيما في تعز.

إلى ذلك توقعت مصادر سياسية مطلعة أن يعلن خلال فترة قريبة عن توصل حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم والمعارضة الممثلة بأحزاب اللقاء المشترك إلى اتفاق حول الحقائب الوزارية التي من المفترض أن تؤول لكل طرف في الحكومة التي يترأسها محمد سالم باسندوة، فيما تجري المفاوضات للاتفاق حول أسماء أعضاء اللجنة العسكرية التي ستتولى مهمة ترتيب الأوضاع في صنعاء وغيرها من المناطق.

من جهته قال مسؤول بالمعارضة اليمنية إنه تم الاتفاق على تشكيل الحكومة الموقتة. وأضاف أنه بموجب الاتفاق يحتفظ حزب صالح بوزارات الدفاع والخارجية والنفط في حين تتولى أحزاب المعارضة وزارات الداخلية والتعاون الدولي والإعلام والمالية.

وذكرت ذات المصادر أن قيادة الجيش المؤيد للثورة سلمت لنائب الرئيس عبدربه منصور هادي قائمة ممثليها في لجنة الشؤون العسكرية التي ستدير القوات العسكرية وتنهي الانقسام الحاصل في الجيش وتعمل على إعادة هيكلته حسبما نص عليه اتفاق نقل السلطة.