باسل الثنيان (14 سنة) لديه برنامج في "يوتيوب" اسمه (عيش معنا)، خصص إحدى حلقات البرنامج عن القراءة، ويبدو أنه اجتهد في إعداده محاولاً حثّنا على القراءة فجاء بإحصائيات صاعقة عن عدد الكتب المطبوعة في العالم العربي وعدد المكتبات وقارنها بغيرها في الكيان الصهيوني إسرائيل!
في الحقيقة، إن هناك طرقاً كثيرة لتعويد الطفل على القراءة، وجعله يكتشف كم هو رائع ومميز عالمها. لكن المشكلة ليست في ذلك، بل في مصدر الكتب والمكان الذي تقرأ فيه، أو بمعنى أصح المكتبة.
أين المكتبات في مدننا؟ وأين دورها؟ وكم أعدادها؟
في جدة عندما ترغب في الحصول على كتب فستذهب لمكتبة البنين في جامعة الملك عبدالعزيز والتي تفتح أبوابها للنساء صباح كل خميس حتى الثانية ظهراً.
كما أنه يمكننا الذهاب لمكتبة جامعة البنات، لكن زيارتها مسموح بها للباحثات فقط.
إن ذلك بالطبع لا يكفي، لا بد من وجود مكتبة عامة للناس جميعاً في جدة تُفتح لمرتاديها طوال الأسبوع وطوال اليوم.
في الواقع في جدة مكتبة واحدة فقط، لكنها مغلقة، على الرغم من أن المبنى جاهز ومميز ورائع وتتوسطه منارة تبدو كمعلم مميز وحوله حدائق، لكن بينها وبيننا سور، وعن سبب عدم افتتاحها تقابلك إجابات غريبة منها أنه لا يوجد مصدر مالي لتمويلها، وعند البحث كم هو هذا المبلغ بالضبط؟
بحسب عدد صحيفة الشرق الأوسط (الثلاثاء 27 جمادى الأولى 1431 العدد 11487) هو ما بين 10 إلى 15 مليون ريال.
للأسف حتى اليوم لم يتم افتتاح المكتبة التي يفترض أن تضم أنشطة ثقافية وقاعات للأطفال ومكتبة إلكترونية وحدائق، وعلى ذكر الحدائق يحق لنا أن نتساءل هل ذهبت المبالغ التي نحن متأكدون من أن الدولة رصدتها لها كما ذهبت 400 حديقة في جدة؟!
للأسف، هناك تخطيط وهناك مشاريع، لكن لا توجد متابعة؛ لذا فهذه المكتبة مغلقة، وهذا يعني بلغة الاقتصاد هدرا في الأموال التي أُنشئ بها المبنى الجميل والفخم الذي يمر به سكان جدة في طريق الأمير ماجد كل يوم وهم يتحسرون، ولا تنسوا مبالغ الصيانة.
كما أن هناك هدراً آخر في أيامنا وأعمارنا كمجتمع، وهو تفويت فرصة تثقيفه في مكتبة كانت ستكون منارة للعلم والثقافة في جدة، كما هي حال كثير من المكتبات في العالم، بل في مدن أخرى كمكتبة الملك فهد في الرياض.