أردد دوما أن بعض القضايا لا تحتاج إلى مقدمات للحديث عنها، بل كل ما يتطلب الأمر هو "درعمة" مباشرة لصلب الموضوع، تماما كتصريحات بعض المسؤولين "الإنبراشية".. فجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تقول بصوت عال أن كلية الهندسة في الجامعة قد نالت جائزة أفضل كلية هندسة على مستوى آسيا، من قبل هيئة مؤتمر التعليم العالمي المنعقد في مدينة مومباي في الهند.. تفاجأت بهذا، ولمت نفسي لعدم تحديثي بآخر مستجدات الجامعات، ومواكبة إنجازات التطور، ومراقبة إبداعات عشرات "الدفعات الهندسية الإمامية" والتي تملأ السوق السعودي، قررت (هندست) وقتي للتفرغ لبحث هذه القضية.. بعدها وجدت أن كلية الهندسة من الكليات الحديثة في الجامعة للدرجة التي لم يتخرج فيها أي طالب حتى الآن، وأن هذه (الجائزة) غير معروفة عالميا! والمضحك حقا أن الجامعة قد حصدت هذه الجائزة من بين 88 دولة مشاركة في المؤتمر، وأكثر من 500 باحث وجهة مشاركة! ليس ذلك فحسب، بل خرج معالي مدير "الجامعة" ليقول "جائزة كلية الهندسة الأولى والوحيدة على مستوى آسيا ونعتبرها (إعجازا)، وأن الجائزة بداية المشوار لكلية الهندسة بالجامعة التي يجب أن تجمع بين الأصالة والمعاصرة!".

هذا التصريح "الخنفشاري"، عاد بي إلى عام 2007، عندما تناقلت بعض وسائل الإعلام المحلية والمواقع الإلكترونية موضوع تخصيص 200 مليون ريال لتحديث الموقع الإلكتروني للجامعة - سالفة الذكر- ثم ردت الجامعة على لسان مديرها الدكتور سليمان أبا الخيل، بالقول "إن مبلغ 200 مليون ريال رصد للتعليم الإلكتروني، وبالمبلغ نفسه أيضا رصدت الجامعة للتعليم عن بعد"، و"عادت" 2007 بكل ما تحمل من "تصريحات"، وجاءت الطفرة التقنية، وفاز "أوباما" برئاسة أمريكا، وخرج المنتخب من تصفيات كأس العالم، وتزوجت "كيم كارديشيان".. ثم تطلقت، وجاء عام 2012 وموقع "الجامعة" لا يوجد به ما يدل على الوصول للتعليم عن بعد بسلاسة، مقارنة بسهولة الوصول لمعلومات (المراكز الصيفية "الهندسية")!. والسلام.