أرجع وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الداخلي الدكتور عبدالعزيز العقيل تحقيقه كتاب "ما يعول عليه في المضاف والمضاف إليه" إلى محبته للتراث منذ وقت مبكر وقناعته بأن المملكة تملك تراثا مجيدا كان ولا يزال موضع الإعجاب والتقدير من طلبة العلم المتميزين من مختلف المعتقدات والأجناس والعصور، مؤكدا أن كتابه يعتبر أشمل كتاب لغوي في بابه. "الوطن" حاورت العقيل فإلى التفاصيل:
ما شعورك وأنت تتلقى خبر حصول الكتاب على جائزة "كتاب العام" التي يقدمها نادي الرياض الأدبي؟
حمدت الله على هذه النعمة وشكرته، ثم أصدقك القول إنني فرحت جدا، وذلك لما لهذا الخبر من أثر في نشر الكتاب، واستفادة القارئ منه، فالشكر الجزيل لرئيس النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبدالله الوشمي ولزملائه أعضاء النادي، وللجنة التحكيم، الذين منحوني أنا وزميلي الدكتور سعود عبدالله الحسين هذا الوسام، وأود أن أقول حكمة لهذا النادي: تابعت مسيرة عدد من جوائز النادي فوجدته يسير وفق معايير موضوعية، ومنهج متوازن في رعاية العلم والأدب، وكل فن أدبي أو علمي له نصيبه من هذه الجائزة والجوائز.
ماذا عن رعاية وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة للجائزة؟
وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة ذلك المثقف والأديب الشاعر علاقته بالمثقفين والثقافة ورعايته لهم، لا تقتصر على ناد أو جائزة أو مؤلف، بل هو أديب إنساني يفرح بأي إنجاز، ويسعد عندما يسعد الآخرون، وهو برأيه ورؤيته وحضوره الشخصي مع الثقافة في كل وقت، فله منا جميعا الدعاء بالتوفيق والسداد لكل ما يحقق الصالح العام.
* كتاب "ما يعول عليه في المضاف والمضاف إليه" يتبادر للسامع أنه كتاب في النحو، بينما هو معجم لغوي، فهل لك أن تقدمه للقارئ؟
الكتاب – كما ذكرت – معجم لغوي، جمع فيه مؤلفه لمحبي التراكيب المضافة مثل: بنت المطر، وقوس حاجب، ويوم ذي قار... الخ، وقد بدئ التأليف في جمع المركبات الإضافية منذ القرن الثالث الهجري بشكل مستقل على يد عدد من اللغويين كالزيادي وابن السكيت وغيرهما، أما المعجمات الكبرى كالصحاح واللسان والقاموس، فإن مادتها الكلمة المفردة مثل قرأ وكتب، وقد ترد التراكيب المضافة في السياق، لكن كتاب "ما يعول عليه في المضاف إليه" أشمل كتاب لغوي في بابه وقد تجاوزت مداخل هذا المعجم الثمانية آلاف مدخل "تركيب إضافي"، كما أنه يتميز بربطه المادة اللغوية بسياقها من آية وحديث أمثل مع توسع مكاني وزماني.
ما أبرز الصعوبات التي واجهتك أثناء التحقيق؟
كثرة شواهده من القرآن والحديث والأثر والأمثال والأشعار، كثرة الأحاديث التي تحتاج إلى تخريج، كثرة الأشعار غير المعزوة، التقول والآراء في الكتاب، تعريف المواضع التي أهمل تحديدها المؤلف، ضبط بعض الكلمات، كثرة الأعلام.
ما أسباب اختيارك لهذا البحث أو التحقيق؟
محبتي للتراث منذ وقت مبكر وقناعتي بأننا نملك تراثا مجيدا كان ولا يزال موضع الإعجاب والتقدير من طلبة العلم المتميزين من مختلف المعتقدات والأجناس والعصور، فكثير من كنوز هذا التراث حققها علماء من غير أهل هذا التراث ومن هذا المنطلق والتقدير للتراث كنت أحلم بالإسهام ولو بقدر في تحقيق هذا التراث ونشره، إن الاعتزاز به وإبرازه تأكيد على حضور الأمة في صناعة الفكر والثقافة العالمية في وقت مبكر، وعلى الخلف أن تقتدي بالسلف في إثراء فكر الإنسان، إن معجم ما يعول عليه أشمل معجم لغوي في التراكيب المضافة مثل: ابن السبيل، أبو الضيفان، سبيل الله، حيث اشتمل هذا المعجم على عدد من النصوص والآراء والأعلام، وكتب لا يزال بعضها مجهولا أو مفقودا، إن هذا المعجم يُمكن المطلع عليه من التعرف على ملامح التأليف في عصره بعامة وفي مجال اللغوي بخاصة، كما أنه صورة لتطور المعجم اللغوي.
الكتاب رسالتك في درجة الدكتوراه فمتى نوقشت هذه الرسالة ومتى تم نشرها وطباعتها؟
حصلت على درجة الدكتوراه في عام 1418، ونشرت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الرسالة وطبعتها في سبعة مجلدات على 3688 صفحة، فلها الشكر على هذا الجهد الذي بفضل الله، ثم بفضل طباعته سيتمكن القارئ من الاطلاع عليه والاستفادة منه، وطبع الكتاب عام 1431.