مرّ أحد الأشخاص المصابين بمرض الفضول، أو بمعناه الشعبي «اللقافة»، بازدحام مروري فتوقف ليشبع فضوله، ولكن الحشد من الفضوليين الآخرين لم يدعوا له فرصة للاقتراب، فقرر استخدام الحيلة، صارخًا بأن الذي في الحادث أخاه، وعلى ذلك تم فتح الطريق له، وعندما اقترب اكتشف أن الضحية ليس إلا حمارًا.

الفضول وحب الاستطلاع وطرح الأسئلة أمر فطري في الكثير من الأمور؛ فهو الذي جعل نيوتن يكتشف الجاذبية، وقال أينشتاين: «أنا لا أمتلك موهبة مميزة، لكن لدي حب فائق للاستكشاف والاستطلاع»، هذا النوع من الفضول المعرفي قدم للبشرية أجوبة لأسئلة لم يُجب عنها آلاف السنين. وانتقالاً من الفضول المعرفي إلى الفضول المرضي الذي يجعل من صاحبه شخصًا مزعجًا ومتطفلاً لا يكُف عن محاولة معرفة ما يعنيه وما لا يعنيه، وهنا لا نبرئ الجميع؛ فكل شخص لديه جانب فضولي بقدر معين لا يصل إلى مستوى «اللقافة».

ختامًا، عندما يقع الشخص في فخ إدمان الفضول يصعب عليه العودة، فقد يحترق من أجل معرفة ما تشاهده على هاتفك، أو اكتشاف كيف حصلت على المال من أجل شراء سيارتك، أو معرفة عدد المصابين في حادث مروري، فجميع هذه الإجابات لا تهمه، وأيضًا هي لا تعني شيئًا لدى الشخص السوي، ومن تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه.