جلست أتأمل تأثير حركة الإصبع الأول التي باتت تملأ مشاهد مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل.. حركة بسيطة، لكنها أصبحت رمزًا للتميز والفخر، تتكرر بين الكبير والصغير، البدو والحضر، وبينما كنت أفكر في الأمر، طرحت على نفسي سؤالاً: إذا رفعت الإصبع الأول الآن، من الذي يخطر في بالك؟ الإجابة لا تحتاج إلى تفكير طويل.. نعم، إنه هو، ذكاء منه أن يرتبط بحركة يُمارسها الجميع، فتُصبح جزءًا من ذاكرتهم البصرية وأحاديثهم اليومية.

في السابق، كانت الحركات الرمزية مقصورة على الرياضات العالمية، مثل حركة "يوسين بولت" الشهيرة أو احتفالية «كريستيانو رونالدو» المعروفة، تلك الحركات صُممت لتكون أيقونات تُرسخ نجاح أصحابها في ذاكرة الأجيال، اليوم أثبتت رياضة الإبل قدرتها على تقديم رموزها الخاصة، حيث تحولت حركة الإصبع الأول إلى علامة مميزة تعبر عن التفوق في هذه الرياضة التراثية التي استُعيدت وهجهًا عالميًا.

ما يجعل حركة الإصبع الأول في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل فريدة هو تحولها من إيماءة عفوية إلى لغة تعبر عن النجاح والتميز، لقد أصبحت رمزًا يتجاوز الحضور المحلي ليُشاهد في الساحات العالمية، ويروي قصة نجاح مشروع ثقافي ورياضي متكامل، وهذا يفتح الباب أمام استثمار هذه الحركة كرمز يعبر عن هوية المهرجان، سواء من خلال اعتمادها كعلامة تجارية أو استخدامها للترويج للإبل بوصفها جزءًا من الإرث الثقافي الذي يتجدد بطرق معاصرة.


رجال الأعمال المشاركون في المهرجان يمكنهم تبني هذه الفكرة وتحويلها إلى جزء من بصمتهم التجارية، فمن خلال إضفاء طابع خاص أو تبني رموز مستوحاة من هذه الحركة، يمكن تعزيز ارتباطهم بالمهرجان بطريقة تستمر في ذاكرة الجمهور، هذا النهج لا يعبر فقط عن التميز الشخصي، بل يسهم في تعميق العلاقة بين التراث والابتكار.

ما يجعل هذه الرموز ذات تأثير قوي هو ارتباطها بالقيم التي يحملها المهرجان، مثل الأصالة والطموح وروح المنافسة، إنها فرصة لتوسيع أفق الإبداع، وتحويل الإلهام إلى واقع ملموس، وبينما يُرفع الإصبع الأول في مشاهد المهرجان، تُكتب قصة جديدة تعكس تطور رياضة الإبل ورؤيتها التي تجمع بين الماضي والمستقبل. إنها رسالة لكل من يبحث عن التميز ليفكر خارج الصندوق ويخلق رموزه الخاصة التي تُلهم الأجيال القادمة.