مِن أساسيات حياتنا أن نعمل ونجتهد في ذلك طلبًا للمعيشة.. ولكن السؤال لو لم نجد وظيفةً فماذا نفعل؟

هل نتكل وننام ونقول إن رزقنا سيأتينا؟

هل نظل نطلب من والدينا ما نُسيّر به حياتنا؟


هل نقبع على أبواب الجمعيات والمحسنين طلبًا للمعونة والمساعدة ونظلُ على ذلك الحال؟

إنها الانهزامية بعينها هي تلك التي تدعُنا نتقاعس عن حب العمل وعن البحث عنه.. ليس بالضروري أن يجد الشخص منّا وظيفة مرموقة لتكون دخلًا لرزقه.. هي مطلوبة ولكن لو لم نجدها هل نتوقف عندها. إنها الانهزامية عندما لا نجد تلك الوظيفة التي نبحث عنها فنتحسرُ ونندمُ ونقول في أنفسنا ليس لنا الحظ في هذه الحياة بالعيش الكريم.

لو تأملنا وقرأنا سيرَ أولئك الذين أشقوا أنفسهم وبذلوا من وقتهم الكثير حتى جمعوا أموالهم كيف حصلوا عليها؟

إنه بالجد والعمل الدءوب والمثابرة عليه.. إنهم لم يفكروا يومًا بنوعية العمل الذي يقومون به، وإنما هي مواهب زُرعت فيهم فكلاً أخذ بحقه وجهده ونصيبه منها.

«يقول علماء الأدب: إن أعظم بيت شعرٍ في الهجاء هو قول الحطيئة:

دعِ المكارمَ لا ترحل لبغُيتها

​​واقعد فإنك أنتَ الطاعمُ الكاسي

أي أن ترك العمل والاتكال على الغير ليُقدم له الطعام والكساء، هو أحطُ درجات الإنسانية، ويشبه صاحبه بالحيوان أو العاجز الذي يُطعم ويكسى...» انتهى.

إن سنة الله في عباده بأن يعملوا وعلى قدر عملهم وتعبهم سوف ينالوا نصيبهم.

الخوف أو الخجل الذي ينتاب الشباب في أيامنا هذه من العمل المهني ليس له مبرر أصلاً فكم من شبابٍ طموحٍ يمتلك مقومات الإبداع والإنتاج في مجالاتٍ شتى، وإنما يُقعده عن ذلك هو فتوره النفسي، وربما عدم إعجاب من حوله بهذا العمل، وهذه هي المأساة التي تحطم الشخص وتقاعسه عن العمل الشريف.

أبواب الرزق كثيرة ومتعددة لمن اجتهد وبحث له عن الرزق الطيب والكسب الحلال، ولا ينبغي أن تُحصر أبواب الرزق كلها في مسمى وظيفة فهذا خطأ كبير.

التجارة بأنواعها المتعددة من أفضل وأبرك أنواع الرزق ولكنها تتطلب الرجل الفهيم الصبور على متاعبها فربما قد يطول بالعبد الكسب والربح ولكنه مع الصبر سوف يحصل عليه بأمر الله.

في بلادنا المباركة الخير الوفير وقد فتحت فيها المشاريع الكبيرة والكثيرة وحانت الفرص للشباب للاستفادة منها حتى يتم القضاء على البطالة بين الشباب.

التواني عن العمل وسؤال الناس والتكسب من خلال سؤالهم مذمة للنفس وإهانة لها.

قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزال المسألة بالعبد حتى يلقى الله، وليس في وجهه مُزعةُ لحم» رواه البخاري.

العمل أمرُ مشروع لكل شخص وممارسته من أفضل الأعمال، وتُجنِبَ الشخص الذلة والمهانة وترفع منزلته وتعلي شأنه، ولكن بالصبر الصبر أيها الشباب تبلغون المراد.