تُعد العقيدة الأمنية للسعودية إحدى الدعائم الأساسية لتحقيق رؤية 2030. فهي تعتمد على مبدأ الشمولية في التعامل مع التحديات الأمنية، حيث تركز على حماية الأمن الوطني بمختلف أبعاده: السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، والعسكري. كما تستند هذه العقيدة إلى القيم والمبادئ الإسلامية التي تُعزز التضامن الاجتماعي وتُكرّس مفهوم المواطنة الصالحة.
العقيدة الأمنية في رؤية 2030 تُظهر انفتاحًا على التحديث المستمر، دون التفريط في الثوابت الوطنية. وقد انعكس ذلك في تعزيز الأمن الداخلي، وضمان استقرار الحدود، ودعم الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف.
أولت رؤية 2030 أهمية كبيرة لتطوير إستراتيجيات أمنية مرنة وشاملة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية. وتم تبني إستراتيجيات تركز على:
1. مواجهة التهديدات السيبرانية، من خلال الاستثمار في تطوير قدرات الأمن السيبراني، وإنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني.
2. تعزيز الأمن الحدودي عبر استخدام التقنيات الحديثة والطائرات دون طيار وأنظمة المراقبة المتقدمة.
3. التأهيل المستمر للقوى الأمنية من خلال التدريب والتأهيل بالتعاون مع المؤسسات الأمنية الدولية.
4. التوازن بين الأمن والتنمية لضمان أن تكون الإستراتيجيات الأمنية داعمًا للتنمية المستدامة، وليس عائقًا لها.
ترتكز السياسات الأمنية لرؤية السعودية 2030 على مبدأ الشمولية والتكامل، حيث تعمل على تفعيل جميع القطاعات الأمنية لتحقيق أهداف محددة بوضوح. تشمل هذه السياسات:
السياسة الوقائية: تعزيز الوعي المجتمعي من خلال الحملات التوعوية وبرامج الوقاية من التطرف والمخدرات والجريمة.
السياسة التعاونية: تعزيز التعاون الأمني مع دول مجلس التعاون الخليجي والدول الإقليمية والدولية.
السياسة التقنية: اعتماد أحدث التقنيات الأمنية لتعزيز كفاءة الأجهزة الأمنية وتحقيق الاستجابة السريعة للتحديات.
السياسة الإنسانية: تأكيد البُعد الإنساني في التعامل مع القضايا الأمنية، مثل التعامل مع اللاجئين والحد من الكوارث.
تعتمد العقيدة الأمنية والسياسات والإستراتيجيات على القيم الوطنية والإسلامية التي تُعزز التماسك الاجتماعي، مثل «العدل، والتسامح، والاحترام المتبادل». هذه القيم تُعتبر جوهر المبادرات التي تسعى لرفع مستوى الوعي الأمني وتعزيز حس المسؤولية لدى الأفراد.
ختامًا.. رؤية السعودية 2030 ليست مجرد إطار تنموي، بل هي رؤية طموحة توظف العقيدة الأمنية والإستراتيجيات والسياسات لتعزيز مكانة المملكة إقليميًا وعالميًا. بفضل هذا التوجه المتكامل، أصبحت المملكة نموذجًا يُحتذى به في كيفية الجمع بين تعزيز الأمن الوطني والتنمية الشاملة، حيث بات المواطنون والمقيمون يعيشون في ظل بيئة آمنة تُغذيها رؤية طموحة وقيم ثابتة.
الأمن في رؤية السعودية 2030 هو أداة وغاية في آنٍ واحد، مما يضمن مستقبلًا مستقرًا وآمنًا للأجيال القادمة.