وبعد إن انتصر هؤلاء العُقلاء من سوريا وبدت عليهم الفرحة والسرور، وتوالت تلك الأهازيج في كل شبر من شوارع سوريا المجروحة ورغم الألم والحزن لفقدان الأحبه، فإنهم خرجوا يتراقصوا على دبكات أهلها الطيبين الذين عاشوا أقصى أنواع الاستبداد، وامتلأت بهم ساحات سوريا ومناطقها إلى إن وصلوا لمنصات مواقع التواصل الاجتماعي، وهذي الفرحة رغم حزنها فإنها من أبسط حقوقهم التي يعبروا بها ويأدون الشيلة السورية بنكهة الدبكة الشامية «حنا رجالك بوسلمان» وخرجوا لنا السوريين بلغة واحدة وصوت وضمير واحد يمجدوا ويستلهموا ما قامت به المملكة العربية السعودية قلب العالم الإسلامي تجاه أبناء سوريا وكيف عاملتهم كمقيمين ومواطنين لهم حق المواطنة في كل شيء ولم تعاملهم كلاجئين كبقية الدول، وهذي أحدثت لهم ردات فعل تجاه المملكة وحكامها وقادتها حتى تغنوا بولي عهدنا الملهم الشاب محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه ولم ينكروا أو يجحدوا جميل العطاء بل زادوه جمالًا ومحبة وانتشروا عبر قنوات التواصل كلهم بلسان واحد شكرًا لقيادة وشعب المملكة العربية السعودية على حسن الاستقبال وكرم العطاء السخي الذي لا يجيده سوى الملوك!
هكذا هي سعوديتنا، وهكذا هم حكامنا وهكذا هم شعبنا الوفي المخلص المحب للخير دائمًا الذين يكرمون الزائر والمقيم ويحترمون الإنسانية جمعاء بدون تفرقه ولا اختلاف، وهذا هو دستورنا وشريعتنا السمحة التي هي عنوان للعدل والمساواة في بلد العدل والعطاء بلد الخير والرخاء بلد المحبة والنماء!
الأغلب من السوريين الذين غادروا هذه البلاد ودعونا بدموعهم رافعين أيديهم للسماء بالدعاء لهذا الوطن بالخير ولقادته الأوفياء لما وجدوه من حُسن التعامل والتقدير لهم طيلة السنوات التي عاشوها معنا معززين مكرمين ينعموا بسبل العيش الرغد!
لاشك بأن الأخوة السوريين تعرضوا للقمع سنوات طويلة إبان النظام السابق وأتباعه ، ولكن الحمدلله الذي نصر السوريين المخلصين، فبمثلهم ستعود سوريا التاريخ، سوريا العراقة، سوريا الحضارة لمهد إرثها العربي والتاريخي، وسيكون لها شأن بين منظومة الدول العربية بإرادة شعبها المخلص.