انطلقت الانتخابات البرلمانية في 9 محافظات، وسط إقبال كثيف من المواطنين الذين ينتظر أن تتجاوز نسبة مشاركتهم 80% للمرة الأولى في تاريخ المشاركة السياسية المصرية، وهو التوقع الذي أكدته صفوف المواطنين الطويلة التي اصطفت أمام غالبية مراكز الاقتراع، رغم شدة البرد وغزارة الأمطار التي شهدتها القاهرة بالأمس وحرصوا على المشاركة في اختيار ما أطلق عليه البعض "برلمان الثورة".
وإيذاناً ببداية عهد جديد اتخذ شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب موقعه في مؤخرة صف طويل أمام إحدى مدارس مصر الجديدة الإعدادية هو وبعض مرشحي الرئاسة المحتملين، ورفض كل المحاولات التي بذلتها جموع الناخبين الذين كانوا يتقدمونه في الصف لإفساح المجال له كي يدلي بصوته قبلهم، وتمسك بانتظار دوره، وقال "أريد أن أقف في مكاني، نحن الآن نرسي قواعد الديموقراطية وأولها أن لا أطغى على حق الآخرين وآخذ دورهم". وتكرَّر نفس الأمر مع المرشحين للرئاسة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، والفريق أحمد شفيق، وعمرو موسى حيث رفضوا تجاوز المواطنين، وظلوا ملتزمين بدورهم حتى تمكّنوا من الإدلاء بأصواتهم.
وكانت جموع غفيرة من المصريين قد تدفقت على مراكز الاقتراع منذ الصباح الباكر وسط إجراءات أمنية مشدَّدة، كما قامت قوات الجيش والشرطة تساندها لجان شعبية بتسهيل دخول الناخبين إلى لجان الاقتراع. وامتدت صفوف الانتظار في بعض المناطق لاسيما الشعبية منها إلى مئات الأمتار. وبالمقابل أحجم المعتصمون في ميدان التحرير عن المشاركة وواصلوا اعتصامهم لليوم العاشر ولكن بأعداد قليلة بعد أن اضطرت الأمطار معظم من كانوا معهم إلى مغادرة الميدان والعودة لمنازلهم. وقال عضو المكتب الإعلامي لحركة شباب 6 أبريل محمود عفيفي إن الاعتصام مستمر رغم الانتخابات لأنه موجَّه ضد السلطة التنفيذية لا التشريعية.
من جهة أخرى تعرّض خط الغاز الطبيعي بمدينة العريش الذي ينقل الغاز إلى إسرائيل والأردن في الساعات الأولى من فجر أمس لتفجير هو التاسع من نوعه منذ بداية العام الجاري، وأكد محافظ شمال سيناء اللواء السيد مبروك السيطرة على النيران المشتعلة في الخط بعد إغلاق المحابس العمومية في المحطات المرتبطة به. مضيفاً أن التفجير حدث في منطقتين في وقت واحد عن طريق وضع عبوات ناسفة أسفل الخط، كما تم العثور على عبوة ثالثة لم تنفجر وتم إبطال مفعولها عن طريق خبراء المفرقعات.