وصل المعتمر السعودي برفقة طفلته إلى مطار جدة واستأجر مركبة من إحدى كبريات شركات التأجير في المملكة، وأثناء توقفه في الشارع اصطدمت سيدة تقود مركبتها بمركبته من الخلف؛ صدمة لا تكاد تذكر ولكنه يجب عليه الانتظار لتقرير (نجم)، المهم أن صاحبنا تواصل بنجم فطلبوا منه مراسلتهم عن طريق الواتس آب الرسمي لهم، وسيطلب منه آليًا تصوير موقع الحادث والأضرار الناتجة عنه؛ وبعد قبول الصور والبيانات سيزوده الواتس تلقائيًا برقم الطلب ويمكنه مغادرة الموقع ولا يحتاج الانتظار لحين وصول مخطط الحوادث الميداني من (نجم). فرح صاحبنا بهذه التقنية والتي توجد كذلك في تطبيق (نجم) للهواتف الذكية، وفرح صاحبنا بهذا التسهيل قائلًا في نفسه: «بركاتك يا الخدمات الإلكترونية».

المهم أن صاحبنا بدأ المحادثة تقريبًا الساعة 06:10 بعد المغرب وهو في موقع الحادث، وبقي في نفس الموقع حتى 07:50 بعد العشاء، لمدة ساعة و40 دقيقة في طريق طرفي وغير مزدحم، ولو أرسلت له دورية نجم لما تطلب الأمر بقاءه في الموقع ثلث ساعة.

المشكلة ليست هنا، بل في الطلبات التي أخرت وصول رقم الطلب، فقد طلب منه في المحادثة الآلية الرقم التسلسلي للمركبة والموجود في رخصة السير الخاصة بها، فتواصل مع شركة التأجير وبعد مدة أرسلت له صورة لرخصة سير المركبة على رقم الواتس، وبعد أن أدخل الرقم التسلسلي طلب منه رقم وثيقة التأمين للمركبة، فعاد مجددا واتصل بنفس الشركة واحتاج لنفس الوقت تقريبًا حتى أرسلت له نسخة من وثيقة التأمين، وهكذا حتى أكمل الطلبات وغادر موقع الحادث بعد ساعة و40 دقيقة، فكم من أمر يمكن أن يضر بهذا المستأجر وغيره الآلاف في جميع أنحاء المملكة، الذين يمرون بنفس الظروف، وبسبب هذا التأخير الذي يمكن تلافيه، فكم من رحلات طيران غادرت واضطر صاحبها لدفع قيمة التذاكر من جديد، وكم من أمر محدود بالوقت وضاع عليه، بسبب أن نجم اختارت طريقا للتسهيل فتحول للتصعيب وللأسف.


السؤال هنا، أليس أي منا حينما يستأجر مركبة ترد إليه رسالة من (تم) التابع للإدارة العامة للمرور تحتوي على رقم لوحة المركبة، وأليس رقم اللوحة هذا مرتبطا برقم تسلسلي واحد للمركبة وهذا الرقم التسلسلي هو الذي تصدر عليه وثيقة التأمين للمركبة، فلماذا يا (نجم) لا يتطور نظامكم وبمجرد أن يدخل المستأجر رقم لوحة المركبة تظهر تلك البيانات تباعًا كما هي مرتبطة بنظام المرور، ولا حاجة لإضاعة وقت المستأجر والشركة المؤجرة.