وألقت الدراسة الحديثة التي أجراها مشروع “جوليات" الضوء على مستويات التعرض للإشعاع من أجهزة الهاتف المحمول التي تعمل بشبكة "الجيل الخامس"، وتم إجراء البحث في سويسرا، وهي الدولة الرائدة في نشر شبكات "الجيل الخامس" على نطاق واسع.
وكانت سويسرا التي تبنت تقنية "الجيل الخامس" في أوروبا في وقت مبكر، بمثابة أرض اختبار مثالية لهذه الدراسة، فبعد إدخال نطاقات تردد جديدة في عام 2019، بما في ذلك نطاق 3.5 جيجاهرتز الحاسم الذي تستخدمه شبكات "الجيل الخامس"، أصبحت البلاد في وضع مثالي لدراسة كيفية تأثير هذه الشبكات المتقدمة على تعرض البشر اليومي للحقول الكهرومغناطيسية.
وتشير الدراسة الحديثة إلى أن تحميل مقاطع فيديو أثناء السير في مناطق ريفية تتمتع بشبكة "الجيل الخامس"، يعرّض المستخدمين لإشعاع يعادل ضعف ما يتعرض له سكان المدن، ويعود السبب في ذلك إلى زيادة انبعاث الإشعاع من الهواتف المحمولة، التي تعمل بجهد أكبر لتعويض ضعف الإشارة في المناطق الريفية، وفقا لموقع "Science Direct".
وقام فريق من المعهد السويسري للصحة العامة والاستوائية في دراستهم، بقياس تعرض المستخدمين للإشعاع الكهرومغناطيسي (RF-EMF) في مدن ومناطق ريفية، ووجدوا أن متوسط التعرض في الريف بلغ 29 ميلي واط/م²، وهو أعلى من الحد الآمن الموصى به من منظمة الصحة العالمية (10 ميلي واط/م²)، مقارنة بـ16 ميلي واط/م² في المدن.
وأوضحت الباحثة في الدراسة، أدريانا فرنانديز، أن ضعف كثافة أبراج الاتصالات يؤدي إلى انبعاث أعلى من الهواتف المحمولة، مما يزيد تعرض المستخدمين للإشعاع، وأشارت إلى أن هذه النتائج قد تقلل من التقدير الفعلي للتعرض في المناطق الريفية.
وبينما تُعتبر هذه المستويات مرتفعة وفقًا للمعايير الأوروبية، إلا أنها أقل بكثير من الحدود التي وضعتها لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية (10000 ميلي واط/م²).
وعلى الرغم من عدم تناول الدراسة المخاطر الصحية، فإنها تقدم بيانات مهمة حول التعرض للإشعاع في الواقع العملي.