تتواصل موجات التصعيد في الأراضي الفلسطينية مع تصعيد إسرائيلي جديد أودى بحياة ضابط في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني بالضفة الغربية، بينما شهد قطاع غزة غارات جوية خلفت قتلى، بينهم مراهق.

يأتي ذلك وسط تحذيرات إسرائيلية بشأن انهيار وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان، مما يعكس تفاقم التوترات الإقليمية، وهذه التطورات تعمق المعاناة الإنسانية وتزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية والسياسية، ما يُنذر بتفاقم الأزمات في الأراضي الفلسطينية ولبنان على حد سواء. وينذر بفصل جديد من الصراع المتجدد.

الضفة الغربية


وقتلت القوات الإسرائيلية حسن ربايعة، وهو ملازم أول في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، خلال عملية عسكرية في قرية ميثلون شمال الضفة الغربية. وذكرت إسرائيل أن ربايعة كان «مطلوبًا» لانتمائه إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأنه قُتل أثناء محاولته الهرب بعد تبادل لإطلاق النار، حيث تم العثور على أسلحة ومبالغ نقدية داخل منزله.

بينما أعلنت الأجهزة الأمنية الفلسطينية أن الضابط قُتل أثناء «أداء واجبه الوطني»، تأتي هذه الحادثة في ظل حملة أمنية مشددة تنفذها السلطة الفلسطينية ضد النشطاء في جنين، وهو ما أثار غضب العديد من الفلسطينيين. وداع مؤلم

وفي قطاع غزة، ودّع الفلسطينيون ستة قتلى، بينهم فتى يبلغ من العمر 15 عامًا، في غارات إسرائيلية استهدفت المنطقة.

وتُظهر مشاهد الجنازة ألم الأهالي وسط استمرار العدوان الذي تسبب حتى الآن بمقتل أكثر من 45.800 فلسطيني، وتشريد 90 % من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

تفاصيل جديدة

فيما كشف وفيق صفا، مسؤول أمني بارز في حزب الله، عن تفاصيل جديدة تؤكد مقتل زعيم الحزب حسن نصر الله خلال غارة جوية إسرائيلية استهدفت غرفة عمليات الحرب التابعة للجماعة المسلحة في الضاحية الجنوبية لبيروت، في 27 سبتمبر 2023. وأوضح صفا أن نصر الله كان يقود المعركة شخصيًا من الموقع وقت الغارة، مما أسفر عن مقتله وعدد من القياديين البارزين.

وعلى جبهة أخرى، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من انهيار وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان إذا لم ينسحب مقاتلو الحزب من المنطقة العازلة، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد تضطر إلى التدخل عسكريًا لضمان أمن سكانها.

وفي مؤتمر صحفي عقده بالقرب من موقع الهجوم، قال وفيق صفا: «كان سماحة السيد (حسن نصر الله) يقود الحرب من هنا، وتوفي داخل غرفة عمليات الحرب»، لكنه امتنع عن تقديم المزيد من التفاصيل حول ملابسات مقتله.



وقف النار

ويشترط اتفاق الهدنة انسحاب حزب الله ومقاتليه من جنوب لبنان إلى شمال نهر الليطاني، على أن يسحب الجيش الإسرائيلي قواته بالكامل خلال 60 يومًا. من المفترض أن تنتشر القوات اللبنانية، إلى جانب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، لتكون الوجود المسلح الوحيد في المنطقة الجنوبية.

الدبلوماسية الدولية

ومن المتوقع أن تعقد الحكومة اللبنانية اجتماعًا مع المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين قريبًا لمناقشة تنفيذ بنود الهدنة. وأكد صفا أن المفاوضات المقبلة ستحدد موقف حزب الله من الأوضاع في الجنوب اللبناني.