بات لدى بعض أولياء الأمور وعي في إشغال أوقات فراغ أبنائهم خلال الإجازات المدرسية، وحيث إننا في إجازة طويلة للطلاب والطالبات بجميع المراحل الدراسية فتحتاج وزارة التربية ورعاية الشباب أيضا إلى وضع استراتيجية منذ بداية العام لاحتواء فراغ هذه الأعداد، بحيث تكون هناك إحدى الإدارات التي تخطط لاستثمار فراغ الشباب والشابات في أنشطة وبرامج تكشف عن هواياتهم، وتنمي الإبداع لديهم، أو إلحاقهم بأعمال في جهات عامة وخاصة يستفيد منها شباب الجامعات ومن هم على وشك الدخول إلى سوق العمل، بحيث يمكن تزويد كل جهة من القطاع الخاص أو الحكومي ببياناتهم، ويتم اختيار من يرغب بالتدريب حتى يتمكن بعد التخرج من الحصول على وظيفة بسهولة، بعد أن توثق شهادة التدريب ويكتسب الخبرة اللازمة. هذا بالنسبة للجامعيين، أما طلاب الثانويات فالمطلوب هو تفعيل دور الرياضة والمراكز الصيفية والأنشطة بأنواعها، فهذا الفراغ الكبير لإجازة هي من أطول الإجازات الدراسية في العالم لا يعقل أن يترك بها الشباب يقضي يومه بين مواقع الإنترنت أو اللعب أو غيرها من أمور نجهلها.

إن دور البيت والأسرة هو الأهم في التوجيه لاستثمار الفراغ بما يعود على شبابنا بالنفع مستقبلا، كما أن التخطيط لوضع استراتيجية للإجازات الدراسية هدف وطني ضروري لا يمكن التساهل به، لما للفراغ من سلبيات ضارة على المجتمع.

يجب استغلال المرافق الدراسية في وقت الإجازة بالتدريب والتعليم في مختلف المجالات والاستفادة من هذه المرافق بما يخدم الهدف من تفعيل دورها، على أن تكلف بها أجهزة معنية في كل وزارة، وترصد مكافأة مجزية للقائمين عليها خلال فترة الإجازة. كما يجب أن يكون هناك تعاون مع رعاية الشباب من خلال الاستفادة من خبراتها في إقامة المعسكرات الشبابية وإدارة بيوت الشباب، وعلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تقوم بدورها الأصيل في رعاية الشباب والاجتماع بهم للاستماع إلى رغباتهم واحتياجاتهم والاستعانة بالشباب في التخطيط والتنظيم، خاصة فيما يتعلق بأوقات الفراغ، مما يؤدي بهم إلى الاعتماد على أنفسهم وتقوية روح التعاون، فتضافر الجهود وعدم الاعتماد على جهة واحدة هو الطريق لحماية الشباب، وحتما نهايته تكون مفيدة وذات مردود إيجابي.