أطلق المعهد الملكي للفنون التقليدية اليوم مبادرة "مجتمع وِرث" تزامنًا مع عام الحرف اليدوية 2025، بهدف تعزيز الوعي بالفنون التقليدية السعودية، وتمكين الأفراد من تعلمها وتطويرها محليًا وعالميًا. وشملت المبادرة تنظيم 3 جلسات حوارية جمعت أكاديميين وحرفيين ومدربين ورواد أعمال، بالإضافة إلى 3 ورش عمل متخصصة تناولت تعلم النقوش التقليدية وتوظيفها بطرق عصرية على منتجات متنوعة.

وتمحورت أنشطة المبادرة حول 4 مواد رئيسية في الفنون التقليدية السعودية:

الأحجار


الخشب

الخزف

المعادن

وشهدت الفعاليات حضور أكثر من 60 مشاركًا من المهتمين والمختصين. ويُعد المعهد الملكي للفنون التقليدية جهة رائدة في تعزيز الهوية الوطنية، ودعم الفنون التقليدية السعودية، والحفاظ على أصولها، مع تشجيع الأجيال على تعلمها وتطويرها.

حكاية ثمانينية

وفي محافظة العُلا، تبرز السيدة عيدة البلوي، وهي امرأة في الثمانين من عمرها، كأحد المهتمين بالتراث الأصيل في المملكة ، حيث عاشت حياتها في البادية واستقت منها أصول الحرف اليدوية التي أتقنتها منذ صغرها، وواصلت العمل عليها لما يزيد عن 20 عامًا، لتصبح بذلك واحدة من أبرز الشخصيات المتقنة لهذه الحرفة. وبدأت مسيرتها من خلال تعلم المهارات التقليدية التي اشتهرت بها المحافظة والمستوحاة من الثقافة والبيئة المحلية، واستطاعت بمهارتها وخبرتها نقل هذا التراث إلى مستويات متقدمة، من بين أبرز أعمالها السدو المزين بالزخارف التقليدية المستوحاة من التراث البدوي، وصناعة الحقائب اليدوية والإكسسوارات والملابس التي استخدمت فيها مواد طبيعية مثل الصوف والخيوط القطنية. وتعمل عيدة بالتنسيق مع المؤسسات المحلية والوطنية من أجل إبراز أهمية الحرف اليدوية في دعم الاقتصاد المحلي والحفاظ على التراث، وكانت لها مشاركات عديدة في الفعاليات التي تنظمها الهيئة الملكية لمحافظة العُلا على مدار العام . وبالتزامن مع عام الحرف اليدوية، قدمت السيدة عيدة إسهامات بارزة شملت تعليم فتيات المحافظة ، بهدف تعزيز ارتباطهم بالموروث الثقافي والعمل على استدامته، كما شاركت في معارض محلية ووطنية عرضت فيها منتجاتها التي تمثل جوهر الثقافة البدوية، مما أسهم في إبراز أهمية الحرف اليدوية على الصعيد المحلي والدولي.