انتقالاً من مطبخ أحمد إلى «حوش» غنم ظافر، ثم القفز فجأة إلى قرية نائية في أطراف الدنيا، لتجد نفسك وسط شجار بين سكان محليين، محاولاً إثراء ذاكرتك عن سبب الخلاف بينهم، من خلال التركيز على نبرات الصوت ولغة الجسد، ومن ثم الانضمام بعد ذلك إلى طاقم محطة الفضاء الدولية لرؤية العالم من الأعلى، ثم العودة مجددًا، ولكن هذه المرة ستكون في عمق المحيط لتشبع فضولك حول أسلوب حياة اسماك العندق.

هذه الرحلة المكوكية تحدث على متن مركبة الفيديوهات القصيرة المستحوذة على أعلى المشاهدات كونها تقدم نشوة سريعة المفعول بطريقة غريبة ومختلفة؛ لذلك اطلق اسم «الكوكايين الرقمي» عليها.

أصبحت هذه المقاطع القصيرة تُغرق أدمغتنا بكميات من المعلومات العشوائية واللا شيء، تاركة عقولنا في حالة فوضى دائمة.. والنتيجة؟! تشتت الانتباه وصعوبة التركيز، ما جعل الدراسات تصف هذا الوضع بأنه إدمان يجب معالجته نفسيًا.. لذا، ربما حان الوقت لأن نعود بأنفسنا إلى رشدها، ونبدأ مشروع إنقاذ العقل قبل تفاقم الآثار التي يصعب علاجها.