شلت المظاهرات والاحتجاجات الحياة الثقافية المصرية واضطرت معظم الهيئات الثقافية لتعليق برامجها.
الاحتجاجات في أروقة الهيئة العامة للكتاب علقت موسمها الثقافي الذي انطلق مطلع نوفمبر ولم تعقد منه سوى ندوة واحدة، وألغت مكتبة الإسكندرية معظم أنشطتها بعد اعتصام العاملين بها احتجاجاً على تجديد الثقة في مدير المكتبة إسماعيل سراج الدين.
وأرجع نائب رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور كمال بشر تعطل الكثير من المؤتمرات والندوات بالجامعات والمراكز الثقافية، خاصة الفعاليات الدولية إلى صعوبة مشاركة المدعوين من الخارج وكثير منهم يضطر للاعتذار.
ويلفت الرئيس السابق لتحرير صحيفة أخبار الأدب مصطفى عبدالله إلى أنه تعرض أكثر من مرة لتأجيل ندوة أو نشاط كان مدعواً للمشاركة فيه بسبب الاحتجاجات والاعتصامات مع الإغلاق التام لميدان التحرير الذي أصاب الحركة بمنطقة وسط القاهرة بالشلل، إضافة إلى أن هيئات ثقافية كثيرة تعطلت لظروف وقوعها جغرافياً في نطاق ميدان التحرير مثل الجامعة الأميركية، ومقر المجمع العلمي المصري ونادي القصة وجمعية الكتاب الأفروآسيويين ومعهد الدراسات العربية والجمعية الجغرافية وقصر السينما وقصر ثقافة الطفل ودار الأوبرا المصرية والمجلس الأعلى للثقافة ومسرح السلام ومسرح الجمهورية وأكاديمية البحث العلمي، إضافة إلى عدد كبير من دور النشر وكلها مؤسسات تقع جغرافياً في نطاق ميدان التحرير وبالتالي تعطلت برامجها الثقافية تماماً.
ويتوقع الناقد والشاعر بشير عياد أن تستمر حالة الارتباك والشلل في الحياة الثقافية المصرية إلى ما بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وذلك لن ينتهي قبل يونيو المقبل حيث تنتهي عملية تشكيل مؤسسات الدولة ونقل السلطة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة وعودة الانضباط وتراجع أو توقف المظاهر الاحتجاجية.