شكرًا لكل معلم ومعلمة يدرك أن بين يديه آلة قد تكون «قاتلة» نفسيًا، متمثلة في حبر لونه أحمر.. شكرًا لأنكم تفهمون قيمتها وتأثيرها النفسي والروحي، حتى على الأهل في المنزل.. شكرًا لأنكم لم تبالغوا في استخدامها، ولم تحولوا التصحيح إلى وشوم على جبين الورقة أو خدوش في المشاعر.

شكرًا لأنكم تعاملتم مع القلم الأحمر بجديّة وصدق، وأثبتم أن الهدف هو التوضيح والتصحيح، لا تفريغ الغضب أو المبالغة في«الخربشات» بحجة «مصلحة الطالب.

شكرًا لكل معلم ومعلمة راعوا هذا التأثير وأخذوا هذا الموضوع بوعي ورُقي، مدركين أن التعليم رسالة أخلاقية قبل أن يكون ممارسة يومية، ولم يتعاملوا مع الموضوع باستخفاف أو تهاون.


وشكرًا كذلك لمن طُلب منه التلطف والترفق في استخدام اللون الأحمر، فاستجاب بحب وأدب، دون مقاومة أو محاولة للتصعيد الناعم لإثبات أنه على صواب ولا يحتاج لأي رأي أو نصيحة، هذا النوع من المعلمين والمعلمات يُظهر روحًا تربوية صادقة وقلبًا مفتوحًا للتطوير.

والحمد لله، نحن نعيش بين نسبة كبيرة جدًا من المعلمين والمعلمات الرائعين حقًا، أولئك الذين يدركون قيمة دورهم وتأثيرهم، ويتعاملون مع التعليم على أنه رسالة قبل أن يكون مهنة.

نقول لهم دائمًا: «شكرًا لكم» على أدبكم ورقيكم، وعلى حرصكم على بناء جيل واعٍ ومبدع.

هناك عدد من المقالات وبعض البحوث التي تحث على العناية في استخدام «القلم الأحمر» في التصحيح بشكل مهذب، بحيث يكون الإيضاح فيه كافيًا، بعيدًا عن الحدة أو الإسهاب المبالغ فيه.

أشارت بعض الدراسات والمقالات التربوية إلى أن التصحيح بالقلم الأحمر، عند المبالغة فيه، قد يُضعف من دافعية الطالب للتعلم، ويؤثر على ثقته بنفسه.

على الجانب الآخر، فإن التوجيه باستخدام القلم الأحمر بأسلوب تحفيزي ومهذب يعزز الثقة بالنفس، ويساعد الطلاب على تصحيح أخطائهم برغبة في التطور لا بخوف من الفشل.

ومهما كان الطالب مقصرًا أو لديه أخطاء كثيرة، لا تعالج الخطأ برعب أو بخطأ مثله، اجذبه إلى منطقة السلام والدافعية الإيجابية، واجعل من ملاحظاتك فرصة لتحفيزه بدلًا من تأنيبه بحدة.

إذان.. نتفق أن من الوعي في التصحيح بالقلم الأحمر أن نستخدمه بعناية، مدركين أن الهدف ليس توجيه اللوم أو صب الغضب، بل تقديم الملاحظات التي تُلهم الطالب لتصحيح مساره وتحقيق تقدمه.

شكرًا لكل معلم ومعلمة يدركون أن التعامل بأخلاقيات القلم الأحمر يستحق العناية والاهتمام النفسي والتربوي والتعليمي.

شكرًا لكم من القلب، فأنتم بعد الله نور الحياة وجمالها ورفعة الأوطان.