ومن المعلوم أن الكتب كالأطعمة والملابس لا تتأكد من جودتها حتى تتذوقها أو تلبسها، أحيانا يأخذنا الحماس وننجذب لكتاب ونشتريه بسبب عنوانه أو اسم مؤلفه أو بسبب عدد طبعاته ومبيعاته في الأسواق ويكون المحتوى لا يتوافق مع ما نبحث عنه أو أقل من المطلوب فالكتب فيها الغث والسمين والمفيد وغير المفيد، كل بحسب توجهه.
ولعلنا نقف عند بعض الصعوبات التي يواجهها غالبا بعض زوار معارض الكتب وتجعلهم في حيرة من أمرهم ألا وهو اختيار الكتاب المناسب من وسط آلاف الكتب التي لا يعرف الزائر كثيرا منها، ويحاول جاهدا اختيار الكتب المفيدة والنفيسة، والتي توافق رغباته ومتطلباته، وهنا أتحدث عن القارئ الهاوي وليس الباحث الأكاديمي أو من يملك مكتبة في منزله ولديه باع طويل في القراءة، فهو بلا شك يحدد أهدافه ويعرف مشترياته قبل زيارة المعرض، أما الهاوي فيبحث ويستكشف عن كتاب يناسبه ويجد فيه ما يستهويه ولا يندم على شرائه واختياره.
ومن أهم طرق اختيار الكتاب يجب أن تحدد الغرض من القراءة هل هو من أجل المعرفة أو من أجل التطوير الذاتي أو من أجل الترفيه؛ فتحديد الهدف مهم، وكلما حددت الغرض سهل عليك اختيار الكتاب.
ولعل القراءة العشوائية والاطلاع على الفهرس وقراءة الغلاف الخلفي للكتاب أهم ثلاث طرق تساعد الباحث في الاختيار، ومنها يتعرف المطلع على أسلوب المؤلف وطريقة عرضه للأفكار والأحداث، ويحدد على أثرها الشراء من عدمه.
ومما يشكو منه بعض عشاق شراء الكتب هو عدم قراءتها، وتبقى على الرفوف تزين مكتبة المنزل الصغيرة بغلافها الزاهي، فالحماس للقراءة بعد الشراء يقل، وتبقى الكتب حبيسة الرفوف، وربما نُسج وبُني على أطرافها أوهن البيوت بيت العنكبوت، وإن كنت من هذا النوع فلا تكثر من شراء الكتب يكفيك كتاب واحد، وخذ نصيحة مجربي القراءة فهم ينصحون بقراءة الكتاب الواحد 3 مرات، ويعتبرون ذلك أفضل من قراءة 3 كتب؛ لكي ترسخ المعلومة وتثبت الفائدة، فإن نجحت وحصدت الفائدة فاشتر الكتاب الثاني.
عموما..عزيزي القارئ إذا أتى معرض الكتاب القادم وأنت لم تنته من قراءة ما شريت فلا تبذر وتشتري كتبا، فالغرض من شراء الكتب القراءة، وفر مالك واشتر به وردا يزين المكان وتكتحل به عيون الزوار والسكان.