عندما يتذكر المريض هذه الآية «وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ» وأن الله سوف يمدحه لصبره على البلاء كما مدح أيوب -عليه السلام- فقد صبر أيوب (17) سنة على المرض، وكان طريح الفراش فمدحه الله، قال تعالى: «إنا وجدناه صابرًا نعم العبد إنه أواب» وكذلك لعل الله يمدح المريض على صبره.

وعندما يتذكر المريض أن الله معه يحفظه ويرعاه، وما يؤكد معية الله مع المريض حديث رسول الله ﷺ: إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني، قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده، فالذي يمرض هو هذا الإنسان، والله منزه عن ذلك، قال: لوجدتني عنده (هنا الشاهد) وهذا يؤخذ منه المعية الخاصة لأوليائه، فإن الله معهم يحفظهم ويرعاهم وما إلى ذلك.

هونها تهون، فلست أنت المريض الوحيد في هذا العالم، فهناك مرضى كثيرون مصابون بأمراض أشد من مرضك، وهناك من يقبعون في السجون ومنهم محكومون بالقصاص، يقول ﷺ: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، كلما عظم البلاء عظم الجزاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط.


أحد المرضى عندما علم أنه مصاب بالسرطان، قال: «عادي يعني صداع»، فهو بذلك لم يضخم المشكلة بل أعطاها حجما صغيرا، ليهونها عليه، ويطرد الحزن عنه، لأن التفكير السلبي (الوساوس الشيطانية) مقبرة الحياة.

بعد أن يتذكر المريض جميع ما سبق وأن التفكير السلبي مقبرة الحياة، وأن التفكير الإيجابي جنة الحياة، سوف يهون عليه المرض.

وتوكل على العزيز الرحيم، وسلم أمرك إليه.

اللهم هون علينا الصعب، وعجل لنا بالخـير، واخـتر لنا ما يُرضيك عنّا، واجعل صدورنا خاليـة من الهـم،

وقلوبـنا مُطمئنة بذكـرك يــارب العالمين.