مضى على تأليف الكتاب حوالي 329 عامًا، دمشق، التي عُرفت بأنها ولادة للعلماء قديمًا وحديثًا، كانت موطنًا لعائلة النابلسي، وهي عائلة عربية استوطنت الشام، فلسطين، الأردن، ودمشق، واشتغلت بالتجارة وطلب العلم.
كتاب «تعطير الأنام» يعكس رؤية النابلسي الصوفية والفقهية، حيث قدّم تفسيرًا للأحلام يستند إلى الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى أن الصوفية تعطي اهتمامًا خاصًا بتفسير الرؤى من خلال التأمل والحدس الروحي، كان الاهتمام بتفسير الأحلام شائعًا في عصره، مما دفعه إلى تأليف هذا العمل الذي استقى مادته من عدة مصادر، منها:
1- القرآن الكريم.
2- السنة النبوية.
3- كتب العلماء السابقين، مثل:
- محمد بن سيرين، رغم أن أغلب ما يُنسب إليه هو في الأصل لسعيد الواعظ.
- الإمام الكرماني، الذي قدّم مساهمات مهمة في هذا المجال.
- الإمام ابن شاهين الظاهري، صاحب كتاب «الإشارات في علم العبارات».
4- التجربة الشخصية، التي فتحت باب النقد للكتاب.
كان النابلسي متأثرًا بعلماء معاصرين مثل:
- محمد أمين المحبي، مؤرخ دمشقي بارز وصاحب «خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر».
- عبدالله البسام، عالم حنبلي من نجد والحجاز.
- محمد بن عبدالرؤوف المناوي، عالم مصري في التفاسير والحديث.
- عبدالرحمن الجبرتي الكبير، مؤرخ مصري مشهور بكتابه «عجائب الآثار في التراجم والأخبار».
رغم النقد الذي وُجه لبعض منهجيات النابلسي، إلا أن كتابه يُعد محاولة رائدة لتأصيل علم الرؤيا، مما جعله مرجعًا مشهورًا تجاوز حدود عصره، يجاري الأحداث المشهورة والطوارق المذكورة في شهرته.