ها هي الحقيقة المرة، ها هو الألم الذي نهرب من الاعتراف به، كلما زاد وعينا زادت آلامنا، كلما زاد الإدراك زاد مخزون الخذلان، ما أجمل أن نكون أحيانا مضمحلين معرفياً، ناس بسطاء لا نسعى إلا خلف قوت يومنا، الوعي قد يصل بالإنسان لمرحلة من تماهي روحه حتى يصل لكائن آخر لا يشبهه بتاتاً.. لم نعلم أن في البساطة ومحدودية التفكير وعيش اللحظة في سعادة وراحة بال امتيازات كثيرة قد نفهمها ولكن!! بعد فوات الأوان.

فلم نجد في الوعي إلا اللهاث الدائم وراء النجاح والبحث عن الأفضل دون انقطاع، غارقين في زحمة الأفكار وقناديل الفلسفة، نسبح في مرارة الغربة الفكرية، جسد بلا روح، صراعات لا نهاية لها، لا تعلم ما هي نهاية الطريق دائماً.

حياتك في الوعي متذبذبة بين القمم والقيعان، شيء واحد يزيد سعادتك وشيء واحد يحتم تعاستك، في الوعي تطرف وشعور بائس لا يعيشه الناس البسطاء.


لعنة الوعي التي تتمثل في عدم وجود جواب نهائي جازم لأي سؤال يجعلك تعوم في حلقة مفرغة تعيش بها لوحدك متمثلاً في أفكارك، تعيش صمتاً مؤلماً بينما لديك الكثير لتقوله، فأسوأ أنواع العزلة هو الغربة الفكرية حين لا تجد من يشبهك فلغتك لن يفهمها أحد.

فقد أرهقنا إدراك كل شيء، والسؤال الأهم كيف يمكننا التراجع هل من منقذ ينقذنا من منفى الوعي؟؟