"كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول" يصدق هذا البيت على حال جدة التي تجاور البحر، وتخشى المطر، فبينما يسير العمل في مشاريع تصريف السيول على قدم وساق خشية الغرق، تعيش جدة هذه الأيام حالة من العطش الشديد نتيجة انقطاع المياه عن كثير من الأحياء.

"وايتات" المياه أصبحت من المعالم الرئيسية لشوارع جدة خلال الأيام الماضية، حيث لا يخلو شارع أو حي من وجودها، فضلا عن ساعات الانتظار التي يقضيها الأهالي آملين في رؤية طلتها البهية، بعد رحلة شاقة في الفوز بالحصول على رقم لإحداها.

وظهرت بوادر أزمة نقص المياه، لا سيما في أحياء شرق الخط السريع منذ يومين، حيث لاحظت "الوطن" أمس اصطفاف عدد كبير من المواطنين في طوابير طويلة أمام محطة أشياب حي قويزة بحثا عن صهاريج المياه للشرب عقب الانقطاع المفاجئ للشبكة عن منازلهم منذ أسبوع من دون سابق إنذار.

وفيما أشار عدد من المواطنين التقتهم "الوطن" خلال جولتها على مصب الأشياب إلى أنهم تغيبوا عن أعمالهم للحصول على وايت ماء لمنازلهم، بعد الحصول على الأرقام الموزعة عليهم مساء أول من أمس، أرجع مصدر في أشياب قويزة الازدحام إلى ضعف ضخ الأشياب، لافتا إلى توزيع 400 رقم يوميا.

ودعا سكان أحياء شرق جدة شركة المياه الوطنية إلى تغيير جدولة ضخ المياه إلى أحيائهم في ظل زيادة الطلب على المياه.

وأفاد أكثر من 30 شخصا من سكان أحياء شرق الخط السريع التقتهم "الوطن" بأنهم رفعوا شكوى إلى شركة المياه يشرحون فيها معاناتهم من انقطاع المياه المتكرر عن منازلهم، مشيرين إلى أن الانقطاعات المتكررة ناتجة عن انكسارات أنابيب المياه.

وحاولت "الوطن" الاتصال بمدير شركة المياه في محافظة جدة عبدالله العساف لمعرفة أسباب الانقطاع المفاجئ للمياه عن أحياء شرق الخط السريع، لكنه لم يرد.