بحسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست فقد أعلن يو دونغلاي، مؤسسا ورئيس مجلس إدارة شركة بانغ دونغ لاي، التي تمتلك سلسلة من متاجر بيع الطعام بالبلاد، أنه يمكن للموظفين طلب إجازة إضافية مدتها 10 أيام سنويًا، إذا شعروا بالحزن أو التعاسة.

وقال دونغلاي في بيان لموظفيه: «كل شخص لديه أوقات لا يكون فيها سعيدًا»، إذا لم تكن سعيدًا، فلا تأتي إلى العمل، وأردف قائلا: نريد أن يتمتع موظفونا بحياة صحية ومريحة، حتى تتمكن الشركة أيضا من ذلك.

من الرائع أن تفكر الشركات بطريقة مبتكرة وخارج الصندوق لكسب ولاء موظفيها، مثل هذه المبادرات تُعد وسيلة فعّالة لجذب الكفاءات والحفاظ عليها بدلًا من تنفيرها وفي الوقت الحالي، تواجه العديد من الشركات تحديات بسبب ارتفاع معدلات الاستقالة، حيث يسعى الموظفون للبحث عن فرص بديلة توفر ميزات ورفاهية أفضل.


لكسب ولاء الموظفين وتعزيز ارتباطهم بالشركة، يجب التركيز على مجموعة من الجوانب الأساسية التي تساهم في تعزيز رضاهم وسعادتهم ورغبتهم في الاستمرار بالعمل، أولاً، يُعد توفير بيئة عمل إيجابية داعمة من أهم الأسس التي تسهم في تحفيز الموظفين، حيث ينبغي أن تكون بيئة العمل محفزة ومريحة نفسيًا وجسديًا، مما يساعدهم على أداء مهامهم بكفاءة وفعالية.

ثانيًا، التقدير والمكافآت من الوسائل الفعّالة لتعزيز التنافسية بين الموظفين، حيث يمكن للشركات تقديم مكافآت سنوية أو حوافز مالية بناءً على أداء كل موظف، هذا النهج لا يسهم فقط في رفع مستوى الأداء، بل يساعد أيضًا على تحقيق الشعور بالتقدير والإنصاف بين الموظفين، مما ينعكس إيجابًا على إنتاجيتهم وولائهم.

إضافةً إلى ذلك، عندما تُوفر الشركات فرصًا للتدريب والتطوير المهني، فإنها تمنح الموظفين الأدوات اللازمة لتحسين مهاراتهم ومعرفتهم، هذا الاستثمار في العاملين يُشعرهم بالتقدير، ويخلق لديهم إحساسًا مستمرًا بالنمو داخل الشركة، مما يزيد من ارتباطهم العاطفي والمهني بها.

إجمالاً، هذه العوامل، بدءًا من توفير بيئة عمل مثالية وصولاً إلى دعم التطوير المهني، ليست مجرد أدوات لتحسين الأداء الفردي، بل هي إستراتيجيات تُعزز من الولاء المؤسسي، مما يجعل الموظفين جزءًا حيويًا ومستدامًا من نجاح الشركة.

بالإضافة إلى الحفاظ على قنوات مفتوحة للتواصل بين الإدارة والموظفين، فالإصغاء إلى ملاحظات العاملين والاهتمام بمشاعرهم وأفكارهم يخلق نوعًا من الرضا اتجاه قرارات الشركة وأهدافها،

وبالعودة إلى إجازة التعاسة الأمر الذي يمكن تفسيره على أنه فترة من الزمن يأخذها الشخص بعيدًا عن الروتين المعتاد والضغوط، لكي يتعامل مع مع مشاعر الحزن والتوتر، وبلا شك فإن لها إجابيات منها: الاستراحية الجسدية والعقلية، فمن شأنها التقليل من مستويات التوتر والإرهاق.

أخيرًا أقول إن إجازة التعاسة خطوة فعالة نحو التعافي وتحقيق التوازن في الحياة، مما يمكن للشخص العودة إلى نشاطه وعنفوانه -من جديد- ويعكس ذلك على أدائه في الشركة.. السؤال الأهم: كم تعيسًا بحاجة لهذه الإجازة؟.