لن أتناول أبرز أحداث عام 2024، فهو عام مليء بالأحداث المتسارعة على جميع المستويات، زرع فينا الدهشة وأبهرنا بدروس حياتية عن كيفية تغير الحال واكتمال الأعمال.
فقط بالنظر إلى أواخر شهر ديسمبر، وكيف احتفل السعوديون بافتتاح مترو الرياض ليكون حديث العالم وشريان العاصمة الجديد بعد انتظار دام أكثر من 12 عاما، وكيف استطاعت السعودية أن تفوز باستضافة كأس العالم 2034 بعرض ملفها الذي اكتسح التصويت الدولي بكل ثقة، ليحصل السعوديون على جرعة انتصار أخرى وفرح بالإنجاز خلال أيام بسيطة رغم محاولات التحطيم من أصوات معادية تريد لنا الفشل، ولكن مشروعنا العظيم وبلدنا الشامخ لا يقبل إلّا بالتميز وتحقيق المستحيل.
هناك وفي مكان آخر حيث تنام سوريا تحت رماد الحرب منذ ثورة 2011، لم يتوقع العالم أن تنبعث الحياة من زنزانة الموت وأن تشرق شمس دمشق بعد ليالي الظلم والعذاب لسنوات، انقلبت الموازين وفرح العرب والمسلمون بأملٍ جديد وبداية مشرقة، وصدح الأذان مجدداً في مآذن حمص وحلب وحماه.
كم من الأهداف ظننا أنها بعيدة، لكنها اقتربت خطوة بخطوة بفضل المثابرة! وكم من الأحلام كادت تغفو تحت وسائد الكسل، لكنها أشرقت مع شمس الإرادة!
العام يشبه حقلًا زرعناه بجد، قد تثمر أشجاره فورًا، وقد تتطلب بعض الفصول لتنضج، لكن الأهم أن نبقى في رحلتنا، نرويها بالإصرار ونسقيها بالصبر.
لا ينتهي التفاؤل ولا تتوقف الأمنيات، قد ينام الشغف ولكنه سيصحو ذات يوم ليكون أكثر نشاطاً وقوة، ستكون هناك بدايات جديدة لأعوام مديدة، ما نراه على أرض الواقع يؤكد لنا أن العمل والمحاولة ستصنع الأثر المبهر ولو بعد حين، وأن الثمر سيكتمل حتى ولو أتعبنا زرعه وأرهقنا جفاف السنين.
لنحتفل بما كان، ولنتطلع إلى ما سيكون. ففي ختام كل عام، هناك أحلام تكتمل وأخرى تبدأ، وهكذا تستمر الحياة.
* د. منال الجعيد