ربما من المهم -في رأيي- أن يضع الكاتب بصمته على جبين المشهد الثقافي والأدبي، حتى يعزز مجهوده الفكري الذي بذله على مدى السنوات التي قضاها في مجال الكتابة، وذلك من خلال توثيق هذا المجهود، بإصدار أو تأليف كتاب محوري يتضمن مجموع أو بعض ما كتبه خلال مسيرته، أيًا كان نوع هذا الإصدار، قصة، نثرًا، رواية، شعرًا أو حتى مقالات اجتماعية وثقافية وسياسية.

بهذا الصدد أشير إلى أن إصدار كتابي الأول لم يكن بالأمر الصعب بالنسبة لي في مجال التأليف، بحكم وجود نصوص مكتوبة مسبقًا من مقالات شبه يومية، كنت أتناوب على كتابتها في بعض الصحف السعودية ككاتب غير متفرغ، فالأمر لم يأخذ مني جهدًا ولا وقتًا، جمعها وترتيبها فقط.

جمع مقالاتي في كتاب يتضمن أبرز ما كتبت، لم تكن بالفكرة الواردة في ذهني في الأساس، ولم تكن قد طرأت بالحسبان، بل لن أكون مبالغًا إن قلت إن الفكرة لم تجد القبول في نفسي باديء ذي بدء. كنت أحدّث نفسي الأمارة بالسوء، وأقول مرارًا وتكرارًا إن مثل هذا العمل لن يجدي نفعًا، ولن يجد ذاك الصدى، ولن يلقى ذلك القبول، وأن مثل هذا العمل ما هو إلا مضيعة للوقت والجهد، غير أن إلحاح بعض الأصدقاء وبعض المقربين من المختصين في هذا المجال، كان لهم الفضل والدافع المعنوي، إزاء هذه الخطوة، ومن ثم المضي قدمًا لتنفيذها، لاسيما أنهم ذكروني بأسماء كتاب معروفين على مستوى العالم العربي، جمعوا مقالاتهم الصحفية في كتاب يقرأه القراء.


أخيرًا أقول حسبي من هذا الكتاب أني وضعت بصمتي، وما وجودي ضمن كوكبة من الكتاب في معرض جدة للكتاب الذي أقيم مؤخرًا إلا حافز ومكافأة معنوية مجزية لي، أسلي بها نفسي بين الحين والحين.