بعد أيام من المباراة، جلس محمد مع أصدقائه يتحدث عن الفكرة، أحدهم، خالد، يعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية وقال: «تخيلوا لو أن الأندية السعودية أطلقت مبادرة تربط أهداف اللاعبين بمساهمات مجتمعية؟ كأن يتبرع الجمهور بقيمة رمزية عند تسجيل كل هدف، ويضاعف النادي المبلغ لدعم مشروعات تنموية، فكرة مثل هذه ستجعل الأهداف أكبر من مجرد أرقام في الملعب».
وهكذا بدأت الفكرة تتشكل.. تخيلوا تطبيقًا بسيطًا يتيح للمشجعين التبرع بضغطة زر بعد كل هدف، مع رسائل تُظهر كيف ستستخدم هذه الأموال في مشروعات تعليمية، أو طبية، أو بيئية، أو ثقافية، أو تطويرية موجهه للشباب.
في إحدى المباريات، حملت الشاشة الكبيرة في الملعب رسالة: «هدفك يصنع الفرق.. مع كل هدف نسجله، ندعم تعليم الأطفال في المناطق النائية». وفجأة، لم يعد الهدف مجرد لحظة فرح عابرة، بل تحول إلى نبضة أمل تغير حياة الآخرين.
المبادرة لم تتوقف عند الجمهور فقط، الشركات الراعية دخلت على الخط، تخيلوا أن كل شركة راعية تُعلن أنها ستُسهم بجزء إضافي مقابل كل تبرع يُجمع، بل حتى اللاعبين أنفسهم بدأوا يخصصون نسبة من مكافآتهم لدعم هذه الفكرة، لتصبح كرة القدم منصة شاملة للعطاء.
لكن ماذا بعد؟ هنا يبرز السؤال: من سيكون النادي الرائد الذي يأخذ زمام المبادرة؟ أي فريق سيكتب التاريخ ويحول أهدافه إلى قصص نجاح داخل وخارج الملعب؟.
المدرجات في السعودية يمكن أن تتحول إلى ساحة للعطاء، محمد، مشجع بسيط، كان جزءًا من بداية قصة ستغير حياة الكثيرين، ابنه فيصل، الذي حضر معه المباراة الأولى، لم يعد يشاهد كرة القدم فقط، بل بدأ يفهم كيف يمكن لشغفه أن يكون قوة للتغيير.
مع هذه المبادرة، ستصبح كل مباراة أكثر من مجرد 90 دقيقة من الحماس، ستصبح كل صافرة بداية لحكاية جديدة من الأمل، وكل هدف مسيرة نحو بناء مجتمع سعودي أكثر تكاتفًا.
دعونا نبدأ، ولنحوّل الأهداف إلى جسور تربط القلوب، ونثبت أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل رسالة نكتبها معًا.