أربك تباين الإجازات المطولة والعطل الأسبوعية بين التعليم العام وبعض الجامعات الحكومية كثيرا من برامج الأسر التي لديها طلاب يدرسون في هاتين المرحلتين، وقادها إلى البحث عن حلول توفيقية للتمتع بالإجازات بعيدا عن هذا الارتباك المضني.

فعلى سبيل المثال تبدأ إجازة الخريف لدى جامعة أم القرى من 12 جمادى الأولى 1446 للهجرة، وتنتهي في 21 منه، بينما تكون بداية الإجازة لدى طلاب التعليم العام من 5 وحتى 15 جمادى الأولى 1446.

وينتهي العام الدراسي وتبدأ الإجازة لدى طلاب التعليم العام بتاريخ 1 محرم 1447 للهجرة، فيما تبدأ الإجازة لدى جامعة نجران من تاريخ 2 ذي الحجة 1446، وذلك وفقا للجداول المعلنة والخاصة بتقويمي جامعة نجران وأم القرى.


وسبب التباين إرباكا للأسر في تنظيم أوقات الرحلات والسفر وحتى النزهات أو التمشية، ووضعها أمام تحديات التوفيق بين العطل المتضاربة.

البحث عن بدائل

رأى أولياء أمور أنه في ظل صعوبة الموازنة بين إجازات المدارس والجامعات اضطر كثير منهم إلى البقاء في المنازل، ولم ينجحوا في استثمار الإجازات بالبرامج التي كانوا يخططون لها، وتعذر عليهم اختيار أنشطة تناسب جداول جميع أفراد في العائلة.

وقال ماجد اللهيبي، وهو ولي أمر 4 طلاب، إن بعض العائلات باتت تبحث عن بدائل لرعاية الأطفال خلال فترات الإجازات المختلفة، خاصة إذا كان لديها طلاب في المراحل الثلاث بالمدارس، وآخرون بالجامعات.

وأضاف: من الصعوبة بمكان تنسيق الأنشطة عندما تتباين الإجازات؛ حيث إنه من الصعب اختيار أنشطة تناسب جداول جميع أفراد العائلة.

مضاعفة النفقات

يتفق هلال الفايز في أن «النفقات المالية تتضاعف على العائلات بسبب الحاجة إلى توفير برامج إضافية، أو تنظيم أنشطة منفصلة لبعض الأبناء مع اختلاف مواعيد ومدة العطل الدراسية».

ودعا الفايز وزارة التعليم إلى ضرورة النظر في الأمر، وإيجاد حلول مناسبة أقلها التنسيق لتوحيد مواعيد الإجازات في المراحل الدراسية والجامعية مراعاة لظروف الأسر.

توحيد المواعيد

يوضح الأخصائي الاجتماعي بدر العلي لـ«الوطن» أن توحيد إجازات المدارس مع الجامعات مهم للغاية لتلافي حدوث أي فجوات داخل المحيط الأسري جراء إهمال الجوانب النفسية للطلاب، وحاجتهم إلى كسر الروتين اليومي، وإدخال البهجة إلى نفوسهم من وقت إلى آخر، وإشراكهم في الأنشطة والبرامج الصيفية حتى يتسنى لهم استثمار الإجازات والاستفادة منها بالشكل الأمثل.

وقال: «يتعين على المؤسسات التعليمية وضع جداول مشتركة تستطيع من خلالها توحيد موعد الإجازات خلال العام الدراسي، بما يخفف الأعباء على عائلات الطلاب من الناحية المادية، وبما يضمن لهم ولأسرهم أجواء أسرية تتيح لهم تخطيط إجازاتهم مسبقًا»، مشيرا إلى أن توحيد الإجازات يسهم في تسهيل التنظيم العائلي؛ حيث يسهل على العائلات تنظيم جداول أفرادها، ويضمن تعزيز التفاعل العائلي؛ حيث يزيد توحيد الإجازات من فرص التفاعل بين أفراد العائلة.

تحديات تواجه العائلات عند تباين الإجازات المدرسية

ـ تعذر تنظيم جداول أفراد الأسرة بشكل يتناسب مع الإجازات المتباينة

ـ الاضطرار إلى البحث عن بدائل لرعاية الأبناء خلال فترات الإجازات المختلفة

ـ صعوبة اختيار أنشطة متزامنة في وقت واحد تناسب جداول الجميع

ـ ارتفاع النفقات بسبب الحاجة إلى توفير وتنظيم أنشطة منفصلة

حلول مقترحة

ـ تخطيط العائلات لإجازاتهم مسبقًا لضمان تلبية احتياجات جميع الأطفال

ـ تواصل العائلات مع المؤسسات التعليمية لفهم جداول الإجازات وتقديم اقتراحات لتحسين التنسيق

ـ البحث عن برامج مرنة تتناسب مع جداول أفراد الأسرة وتقديم أنشطة تعليمية ومسلية

ـ التعاون مع عائلات أخرى لتبادل الأفكار والخبرات في تنظيم إجازات الأطفال