يزداد عدد مرتادي عيادات العظام في الشتاء، وكلهم يشكون من آلام في العظام أو المفاصل، من بينهم مرضى مصابون بأمراض مزمنة في المفاصل وتكثر شكواهم حينما يبرد الطقس، وآخرون لم يعانوا من قبل من أي مرض مزمن في المفاصل أو العظام، ولكن حينما دخل فصل الشتاء، بدأت لديهم آلام تشبه آلام الكبار، وإن كانوا في ريعان شبابهم أو حتى ما زالوا مراهقين، فمراجعو عيادات العظام في موسم الشتاء تتراوح أعمارهم ما بين 18-64 سنة. السؤال الذي ربما يتبادر لأذهاننا «لماذا في البرد تسوء صحة العظام والمفاصل»؟ المعروف أنه عند التعرض للبرودة تتقلص الأوعية الدموية للحفاظ على درجة الحرارة الداخلية، وعلى إرواء الأعضاء المهمة كالدماغ وعضلة القلب والرئتين والكلى بالأكسجين، ما ينتج عنه نقص التروية الدموية للأعضاء الأخرى كالعظام، والمفاصل، والعضلات، فيشعر الإنسان بالألم. وقال آخرون إن ألم المفاصل بسبب زيادة سمك وصلابة السائل الزلالي فيها، عند التعرض لدرجات حرارة منخفضة، ما يعرضها للاحتكاك ببعضها البعض وتصبح الحركة مؤلمة. وفي الطقس البارد أيضًا، تتمدد الأنسجة الرخوة، بالذات الأوتار والعضلات، فيزداد الضغط على المفاصل ما يزيد من آلامها. وعادةً ما يكون الأشخاص أقل نشاطًا في الشتاء، لبرودة الطقس، دون الانتباه أن قلة الحركة تضعف العضلات وتقلل مرونة المفاصل، ما يؤدي إلى الشعور بآلام في الجسم عند ممارسة الأنشطة البدنية البسيطة.
كيف يمكن التقليل من تأثير البرد في العظام والمفاصل؟
التدفئة، تجنب التعرض لدرجات حرارة منخفضة، ارتد ملابس تقيك البرد، لا تتعرض لتيارات الهواء الباردة.
استمر في الحركة، حاول ألا تجلس في مكان واحد لوقت طويل، مارس الرياضة لمدة نصف ساعة يوميًا، لتحافظ على مرونة عضلاتك ومفاصلك. استخدام الماء الدافئ للاستحمام، تناول غذاءً متوازنًا وصحيًا، الإكثار من الخضروات الجذرية كاللفت والشمندر، البطاطا الحلوة، وكذلك المواد المضادة للالتهاب كالكركم يعتبر إضافة جيدة لطعامك.
تأكد من شرب سوائل كافية طوال اليوم، فلقد أشارت بعض الأبحاث إلى أن الجفاف يمكن أن يزيد من الشعور بالألم.
يجب مراجعة الطبيب المختص إذا استمر الألم أكثر من 3 أيام، قلة حركة المفصل، تورم أحد المفاصل، إذا شعرت بحرارة في أي مفصل، فقد تكون مصابًا بالتهاب يجب علاجه قبل أن يتفاقم.
رغم قسوته لكننا نحب الشتاء ومن الحب ما أوجع.