أيّهما أشد قسوة: أن تشك حتى تضيع أم أن تؤمن حتى تُخدع؟

السؤال ظل يتردد في ذهني مثل موجة تضرب الشاطئ، ثم تعود لتكرارها دون كلل.

الشك.. تلك القوة التي تدفع الإنسان لاستجواب كل ما حوله. إنه المحرّك الذي قاد العلماء لإعادة النظر في الكون، واكتشاف العوالم المخفية. لكن الشك إذا زاد، فيصبح عائقا. يسرق منك لحظات الطمأنينة، أو يجعلك تنظر في عيون أحبّتك فلا ترى سوى ظلال الخيانة التي ربما لا وجود لها.


على الجانب الآخر، اليقين يدفعك إلى الراحة المفرطة، فيجعلك تُغلق أبواب التغيير. كم من حلم دُفن لأنه كان هناك يقين زائف بأنه مستحيل؟ وكم من علاقة استمرت على الرغم من شروخها، لأن اليقين جعلنا نغض الطرف عن حقيقتها؟

لك أن تتخيل حياتك كحبل مشدود بين قمتين شامختين: الشك يدفعك إلى المغامرة، واليقين يثبت قدمك من السقوط.

الشك يجعلك تسأل، واليقين يمنحك الإجابة. الشك يحركك نحو الأمام، واليقين يمنحك الأمان.

والحكمة هنا ليست في اختيار أحدهما دون الآخر، بل في معرفة متى تشك ومتى تؤمن. عليك أن تشك لتتأكد، لكنك تحتاج إلى اليقين لتخطو الخطوة الأولى.