قدمت السعودية ملفاً لافتاً ومبهراً للمعنيين انتزع إعجاب العالم وأكّد ثقته في قدرة السعودية على تنظيم واستيعاب المناسبات الدوليه الكبرى. هذه القدرة الوافرة سعودياً بامتياز، وهذه الثقه العالمية يتوجها اليوم فوزها بتنظيم الحدث الاعظم دولياً والاكثر جماهيرية ومتابعة ،فيما يشارك المغرب في استضافة
مونديال 2030 مع اسبانيا والبرتغال.
وسيُنظّم مونديال 2026 القادم بشكل مشترك بين ثلاث دول في أمريكا الشمالية، هي : كندا، المكسيك ، والولايات المتحده،
تستضيف السعودية هذا الحدث العالمي الكبيرعام 2034 ويسجلها التاريخ كأول دولة منفردة تستضيف المونديال ب 48 منتخباً ، وهذا دليل واضح على ثقة العالم الكبيرة في السعودية التي بمصداقيتها العاليه اكتسبت تقدير و ثقة العالم، وأثّثت ليقين دولي مطمئن أن السعودية ستُنجِز نسخة فريدة من المونديال ، وبمستوى ثقة و أمان عالي.
تقف السعودية اليوم في مربع يؤكد قوتها الناعمة وانفتاحها على العالم بنضجٍ بالغ وتفاعل عالمي متّزن وفق رؤيتها الشامله ، ورسالتها الانسانية للعالم، ووِفق مشروعها التنموي الكبير للمنطقة الذي يخلو من ضجيج الخلافات، ودويّ الانفجارات وتداعيات الاشتباكات المسلحه !، فلا إشكالات سياسية اوتطرفات فكرية او توجهات مؤدلجة كما في مشاريع دول اخرى! وبلاخنادق مظلمة تفوح منها رائحة البارود !
أدرك العالم أن لا شيء من ذلك يمكن أن يُلقي بظلاله على استضافة السعوديه تنظيم المونديال على اراضيها، فكان هذا النجاح المنقطع النظير.
يقف خلف ذلك كله قيادة سعودية عظيمة ومُلهِمٌ متفرّد جعل من السعودية قصة نحاح القرن الواحد والعشرين،الرجل الاكثر شجاعة وقوة، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الرجل الذي أذهل العالم، والذي يقود عملية تحديث وتطوير كبرى داخلياً وبرؤية شاملة تمتد اقليمياً لتصلح ما أفسدته مشاريع ايديولوجيات الظلام، في المنطقة. القائد المُلهِم الذي صرّح يوماً انه يريد أن يرى( شرقاً اوسط يضاهي اوروبا ) . . واستبشرت وجوه، وعلتْ على وجوهٍ غبره وربتت على أكتاف الحالمين كفوف من يقين انه لابد فاعل،، فيما لازالت عقول مُستلبه لا تؤمن بالاحلام الكبيرة ووجوه يعميها الضوء و تَرْهقُها قَتَرة!،
أستحق الملف السعودي تقييماً عالياً غير مسبوق في تاريخ ملفات الدول المتقدمة لاستضافة كأس العالم منذ انطلاقتها عام 1930، فلم يأت تحقيق السعودية لشروط تنظيم المونديال نتيجه لعمل دؤوب بقصد تقديم ملف مقنع لاستضافة المونديال،بل جاء الإستعداد للمنافسة نتيجة حتمية لعملية بناء وتطوير شاملتين لكل البنى التحتيه ومشاريع التنمية المستدامة، ومن خلال مشاريع اقتصادية وبيئية واجتماعية متكاملة، وعمل متسارع للارتقاء بمستوى جودة الحياة في الداخل السعودي ، والنهوض بالوطن على المسارات كافة،
ما شكل إرضية مناسبة ومتميزة وقدرات تنظيمية عالية لاستضافة الاحداث العالمية الكبرى، وهذا ما نشهده كل يوم في عاصمة العالم الرياض ، التي تحتضن يومياً مختلف اللقاءات العالمية وعلى المستويات كافة.
والمملكه التي شيدت بمصداقيتها موثوقيه عالمية عالية لديها من الخطط الاستراتيجية المدروسة بعناية لتنظيم المونديال، ما سوف يمكنها من الحفاظ على مكتسباتها من تنظيم المونديال الكبير، وما يمكنها لاحقاً من ادارة إرث المونديال بما يجنبها الكثير من الخسائر المادية ، من خلال دراسة عميقة لكل تجارب الدول السابقة في تنظيم الحدث العالمي الكبير.
يُعدّ المونديال أضخم حدث عالمي رياضي وغير رياضي ، فكلنا يعلم أن منافسات كرة القدم لم تعد رياضة فحسب، بل مسارات متعددة الجوانب على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والرياضي،
واستضافة المونديال تعني استقبال السعودية لمختلف الحضارات والثقافات والعقائد والقيم والرؤى والافكار المتباينه حول العالم،وهذا أحد أهم منطلقات الرؤية وجوهرها لبناء حضارة سعودية معاصرة ومستدامة ومنفتحةعلى العالم بهوية سعودية فريدة ومتنوعة.
ومن لحظة اعلان فوز السعودية باستضافة مونديال 2034 وحتى تلك اللحظة الفاصلة في تاريخ السعودية ومجدها التليد عندما يحل عام 2034 ، ستعمل السعودية قيادة وشعباً على تكريس رؤيتها و ثقافتها
واستكمال منجزاتها التنموية الكبرى لتصنع بقيادتها العظيمة وبايدي ابنائها نسخة فارقة تفاخر بها العالم ويفاخر بها السعوديون، ويستعيدُ من خلالها العرب والمسلمون مجداً تليداً ومقعداً قائداً غاب طويلاً في ردهات التاريخ المظلمة.