وتفسر كثيرات هذا التفضيل بأنه لتجنب توتر وقلق الإحساس بالحركة داخل غرفة العمليات.
وأوضح استشاري النساء والولادة الدكتور سمير شريف أن أغلب عمليات الولادة القيصرية تطلب النساء فيها الخضوع للتخدير الكلي، بالرغم من أنه يسمح بإجرائها بتخدير نصفي، مبررًا بأن «السيدات يشعرن بالخوف الشديد من حضور العملية وهن في حالة استيقاظ، ولذا تفضل 80% منهن التخدير الكلي».
وأشار إلى «أن هناك فرقًا كبيرًا بين التخدير الكلي والنصفي، حيث يجعل التخدير الكلي المريض في سكون تام أثناء إجراء العملية، كما يمكن إجراء تدخل جراحي لأكثر من مكان في الوقت نفسه حسب الحالة الصحية، كما أنه لا يعرض المريضة إلى الإجهاد أثناء العملية أو الشعور بالخوف لأنها تكون في حالة سبات تام».
ميزات مختلفة
يرى استشاري الباطنية الدكتور وائل أحمد أنه في العمليات الجراحية وحين تسمح صحة المريض بالاكتفاء بتخدير نصفي خلال التدخل الجراحي يتولى طبيب التخدير إبلاغ المريض بذلك، أما إن كانت حالته الصحية لا تسمح بالتخدير النصفي فلا بد حينئذ من إجراء تخدير كلي.
وقال «يحقق التخدير النصفي عدة ميزات منها أن المريض يستطيع أن يخبر الأطباء بأي تغيير وقت إجراء العملية، كما يقلل الإصابة بالاضطرابات التنفسية بعد العملية، ولا يشعر المريض بعد العملية بأي تشويش أو ارتباك، وتكون الحالات التي يسمح فيها بالتخدير النصفي مثل حالات تركيب مفصل للورك وعمليات المسالك البولية مثل البروستات والمثانة وغيرها، وعمليات القدمين، والعمليات الخاصة بالنساء في الرحم وعمليات الأوعية الدموية للساقين وغيرها».
وأضاف «مع ذلك نجد المريضات يفضلن التخدير الكلي، فهو لا يشعر المريضة بالألم في بعض العمليات الجراحية الصعبة، ويجري دون تحريك المريض، وإذا كانت العملية تستغرق وقتًا طويلًا فإن التخدير الكلي يسبب ارتخاء العضلات لفترة طويلة، ويسهل التحكم بجميع مجرى الهواء والتنفس».
جرعة وريدية
يشير طبيب التخدير عادل الصالح إلى أن التخدير العام أو الكلي الذي تفضله النساء في العمليات الجراحية تكون عبارة عن إعطاء جرعة من مخدر عن طريق الوريد بإشراف طبيب تخدير، مع مراقبة العلامات الحيوية للمريضة أثناء العملية ومراقبة معدل التنفس.
وبين أن التخدير النصفي يكون عادة للجزء السفلي من الجسم، ويعطى المخدر عن طريق حقنة مباشرة يتم توجيها إلى القناة الشوكية، وقد لا يتمكن الشخص من تحريك ساقيه حتى زوال مفعول المخدر.
وعن آثار التخدير النصفي، أوضح «هناك عدة آثار قد يشعر بها المريض نتيجة التخدير النصفي، ويشعر بها بعض المرضى وليس جميعهم، ولا بد من التأكيد على أن التخدير النصفي آمن، دون أن ننفي حدوث بعض الأعراض لدى بعض المرضى مثل التحسس، حدوث نزف، صعوبة تبول، انخفاض ضغط الدم».
أعراض النصفي
تؤكد استشارية النساء والولادة أسماء عبد الغفور أن «هناك أعراض للتخدير النصفي في علميات الولادة قد تشعر بها المريضة بعد الولادة مثل الصداع الشديد، والألم في الساقين أو الضعف أو الشعور بالخدر أو التنميل».
وتابعت «أما بالنسبة للتخدير الكلي في عمليات الولادة فقد يشعر الجنين بالخمول لأنه تلقي كمية من التخدير عن طريق الأم، كما تشعر المريضة بالنعاس والخمول، وأحيانًا الرغبة بالاستفراغ، لذا لا بد على المريضة من التحدث مع الطبيب المختص والمشرف على حالتها لمعرفة أفضل أي التخديرين أنسب لها».
وأكملت «للأسف في أغلب الحالات تقرر المريضة طلب التخدير الكلي، وتتم الموافقة على ذلك، فيما يفترض بالطبيب المختص أن يقرر، كما أن هناك أشخاصًا لا يمكن تخديرهم تخديرًا كاملًا أو كليا مثل المصابين بأمراض القلب والأمراض الصدرية المزمنة كالربو والحساسية ومن يعاني بمشكلة في الرئتين كذلك من تعرض إلى جلطات سابقة».
تجارب شخصية
أوضحت يسرا الأحمدي أنها أجرت عملية جراحية في الساق، وأن طبيب التخدير شرح لها أنها عملية بسيطة وأنه قد يُكتفى بتخدير نصفي، لكنها رفضت بحجة أنها تشعر بالخوف الشديد من العمليات، ولا ترغب برؤية الأطباء في غرفة العمليات وهم يقومون بإجراء العملية خلف ستار فاصل.
وأضافت «عشت تجربة سابقة أثناء ولادة قيصرية تم تخديري لأجلها نصفيا، ما جعلني أشعر بالتوتر والبكاء مع أنني لم أكن أشعر أبدا بألم الولادة، لكنه الخوف والقلق الذي سيكر علي طوال مدة العملية».
من جهتها، أكدت فاطمة الغامدي أنها خضعت للتخدير الكلي خلال إجراء عملية قيصرية، وقالت «شعرت أنني في حالة نوم عميق، ولم أحس بأي ألم أو خوف».
وأوضحت أنها ترفض قبول التخدير النصفي لأنه سيدخلها في قلق وخوف طيلة فترة العملية خصوصًا حين يكون عليها مراقبة الأطباء وهم يقومون بعملهم في غرفة العمليات». متى يستخدم التخدير النصفي جراحة الأطراف السفلية من العظام. جراحة المسالك البولية مثل استئصال البروستاتا، أو تنظير المثانة، أو غيرها الأمراض النسائية، مثل: القيصرية، أو استئصال الرحم مميزات التخدير النصفي الشعور بالدوار والتشويش الذهني بشكل أقل بعد إجراء الجراحة التقليل من التقيؤ والغثيان التقليل من استخدام المسكنات القوية لقدرته على تخفيف الألم بشكل أفضل أقل خطورة على القلب والرئتين أقل خطورة للإصابة بالتهابات الصدر.