فسكان الرياض ببساطة سواء كانوا مواطنين أو مقيمين؛ من ذوي الدخل المرتفع أو المنخفض؛ ذكورا أو إناثا؛ ببساطة قد اعتادوا على التنقل بالمركبات الخاصة طوال الـ20 عاما الماضية، كونه لا خيار آخر، فتغيير السلوك لديهم صعب لعادة لازمتهم سنين طويلة، وأي سبب ولو بسيط - لاسمح الله - قد يعيدهم لاستخدام مركباتهم الخاصة، وتعود الرياض للمشكلة التي أنشئ الـ«مترو» لحلها، وهي الازدحام الشديد المؤثر على جودة الحياة العامة بما فيها خفض الإنتاجية وجودة مخرجات الأعمال، في مدينة تعتبر من أكبر مدن العالم توسعا ونموا ووجهة حاضرة ومستقبلية للعالم؛ من تنظيم المعارض والمؤتمرات والفعاليات الدولية شبه الأسبوعية إلى أحداث عالمية مثل إكسبو 2030 وكأس العالم 2034 وغيره.
ومن أهم تلك الأسباب هي المسافة التي سيقطعها من يريد استخدام المترو من باب منزله إلى أقرب محطة للأتوبيس أو المترو، خصوصا في لهيب يوليو أو برودة يناير، فحرارة وبرودة الرياض هي أحد أكبر التحديات التي تواجه ساكنيها، وفي حال استخدام الأشخاص مركباتهم الخاصة للتنقل إلى أقرب مواقف للمترو فلا يزال الازدحام داخل الأحياء حاضرا، ولا يزال عامل خسارة الوقت والجهد لمن يريد التنقل بالمترو مرتفعا، فكيف لو كان هذا الجهد يوميا للتنقل للعمل!
فكان اقتراح صديقي هو استثمار رجال الأعمال في مدينة الرياض بما يعرف بـ(الخطوط البينية) وهي مركبات كهربائية (قولف) أو باص يتنقل على خط سير منتظم داخل الحي الواحد ويتوقف كل 200 إلى 500 متر تقريبا ويصل لأقرب محطة نقل عام باص أو مترو والعودة لاحقا؛ مثل ما يحدث في تنظيم المعارض أو في مركز الملك عبدالله المالي (كافد)، بل ويمكن استخدامها للتنقل داخل الحي كالذهاب للبقالة أو المسجد أو الحديقة بالنزول عند أقرب نقطة، وهذا يساعد كثيرا في تقليل شراء المركبات الخاصة لسكان مدينة الرياض.
وبلا شك أن الهيئة الملكية لمدينة الرياض، ومن يعمل بكامل حيويته لجعل مدينة الرياض في أجمل حلة أمام العالم، مثل أمانة منطقة الرياض، ومركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض، بالتأكيد أنهم لا يألون جهدا في مثل هذه التفاصيل حتى لا يتأثر الإقبال عليك بسبب (الحرارة والبرودة يا مترو الرياض).