ويأتي هذا في وقت يعاني فيه القطاع الطبي من أزمات متفاقمة، أبرزها انقطاع الكهرباء حتى في غرف العمليات، ونقص حاد في الموارد والمستلزمات الطبية، مما أدى إلى توقف العديد من المستشفيات عن العمل، وفق تقارير منظمة الصحة العالمية.
مستشفى المجتهد
وتتجمع الأهالي عند باب المستشفى بسبب وصول 35 جثة من سجن صيدنايا، حيث يقصد الأهالي المستشفى للتعرف على هذه الجثث، وأخبر الطب الشرعي في المستشفى بأنه تم التعرف على 20 جثة، وقام الأهالي باستلامها، بينما بقيت 15 جثة لم تستلم حتى الآن لأنه لم يتم التعرف عليها بسبب آثار التعذيب الواضحة على هذه الجثث.
وعند رصد القطاع الطبي في دمشق، ظهر بأنه يعاني من انقطاع مستمر للكهرباء حتى في غرف العمليات، وهناك مشكلات كبيرة تعاني منها مستشفيات سورية.
وتقول منظمة الصحة العالمية تقول إن21 % فقط من المسلتزمات الطبية تدخل سورية، بينما تقول 58 % من المستشفيات فقط تعمل، والبقية لا تعمل بسبب نقص الموارد.
وجوه الأمن
ومن جهة آخرى وصل الرائد حمزة الأحمد، أحد قادة المعارضة، برفقة فريقه الأمني إلى مطار دمشق الدولي، ليجد عمال الصيانة ينتظرونه بترقب، وسط دهشة الجميع بادر العمال بالحديث عن مظالمهم، كاشفين عن سنوات من القمع والتهميش في ظل نظام الأسد.
«هذه أول مرة نتحدث فيها»، قالها المهندس أسامة نجم بصوت يملأه الأمل، مؤكدًا أن عهد الصمت قد انتهى، وحاول الأحمد طمأنة العمال، قائلاً: «سورية الجديدة ستكون للجميع، ولن ننجح إلا بتعاوننا جميعًا».
فرحة حذرة
وفي أول أيام التغيير، كانت دمشق هادئة بشكل لافت، والتقارير عن أعمال العنف الطائفي أو الانتقام كانت محدودة، وتمكنت القوى المتمردة من احتواء محاولات النهب والتدمير بسرعة، بينما تسير دوريات للمقاتلين، عاد سكان العاصمة تدريجيًا إلى حياتهم، وبدا أنهم ملتزمون بتوجيهات الحكومة الانتقالية بفرض النظام دون إثارة الذعر. تحديات النظام
وفي مبنى شرطة محترق بأطراف العاصمة، بدأ المعارضك بتكرار هيكل حكمهم السابق في إدلب، رجال شرطة تابعون لـ«حكومة الإنقاذ»، القوة الفعلية لهيئة تحرير الشام، يتعاملون مع الشكاوى اليومية، من سرقات بسيطة إلى خلافات الجيران، لكن التحديات هائلة؛ فالقوة الشرطية محدودة بعدد يقدر بـ4000 رجل، نصفهم لا يزال متمركزًا في إدلب، كما يعاني السكان من تركة عقود من الفساد والفقر، حيث يعجز كثيرون عن تلبية احتياجاتهم الأساسية.
لحظات مؤلمة
وأولى وجهات آلاف السوريين بعد سقوط النظام كانت السجون سيئة السمعة، وعلى رأسها سجن صيدنايا، تجمع الأهالي هناك بحثًا عن أحباء مفقودين منذ سنوات، بينما اختلط المقاتلون بأقارب المعتقلين في لحظات جمعت بين الألم والتضامن.
وفي الشوارع، تحولت الاحتفالات إلى مشاهد رمزية لحقبة جديدة، وعلقت أعلام الثورة على الجدران، وصدحت الأغاني الثورية من السيارات، حتى وسائل الإعلام الرسمية تحولت من تمجيد الأسد إلى بث خطابات الحكومة الانتقالية الجديدة.
التحديات الاقتصادية
ورغم انخفاض أسعار المنتجات بسبب غياب الرسوم والرشاوى، إلا أن البلاد تواجه أزمات حادة، توزيع الوقود معطل، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة.
وفي مطار دمشق، بدأت عمليات الصيانة لإعادة تأهيل المنشأة، قال مراد، أحد عمال النظافة، وهو يكسب 15 دولارًا فقط شهريًا: «نحتاج وقتًا طويلاً لتنظيف هذا الفوضى».
لا مكان للصمت
وتبدو سوريا اليوم على مفترق طرق تاريخي، الأحلام كبيرة، لكن التحديات أكبر، ومع ذلك، فإن ما يميز هذه اللحظة هو تصميم السوريين على ألا يعودوا للصمت، كما قال المهندس نجم: «لن نصمت عن أي خطأ مرة أخرى»، وبين الأمل والقلق، يتطلع السوريون إلى مستقبل مشرق، حيث يحاولون بناء وطن جديد من أنقاض عقود من الظلم والقمع.
تجمع الأهالي عند باب مستشفى المجتهد بسبب وصول 35 جثة من سجن صيدنايا للتعرف عليها.
تم التعرف على 20 جثة واستلامها، بينما بقيت 15 جثة لم يتم التعرف عليها بسبب آثار التعذيب.
القطاع الطبي في دمشق يعاني من انقطاع مستمر للكهرباء حتى في غرف العمليات.
مستشفيات سورية تواجه مشكلات كبيرة ونقصًا في الموارد.
%21 فقط من المستلزمات الطبية تدخل سوريا وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
%58 فقط من المستشفيات تعمل بينما البقية متوقفة بسبب نقص الموارد.