تحاول أوكرانيا وحلفاؤها في إجراء تغيير يمكنها من الصمود ضد أي تغييرات قد يجلبها الرئيس المنتخب على السياسة الأميركية في الحرب الدائرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.

فمع اقتراب تنصيب دونالد ترمب تصاعدت الحرب الطاحنة بين أوكرانيا وروسيا، لذا سارع الرئيس جو بايدن إلى إرسال مليارات الدولارات الإضافية في شكل مساعدات عسكرية قبل أن يصبح دعم الولايات المتحدة لدفاعات كييف موضع تساؤل في ظل الإدارة الجديدة.

وتبذل إدارة بايدن كل دولار متاح لتعزيز دفاعات أوكرانيا قبل مغادرة منصبها في غضون ستة أسابيع، حيث أعلنت عن أكثر من 2 مليار دولار من الدعم الإضافي منذ فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي.


وقف النار

وأصر الرئيس المنتخب في الأيام الأخيرة على ضرورة توصل روسيا وأوكرانيا إلى وقف إطلاق النار على الفور، وقال إن أوكرانيا من المرجح أن تستعد لتلقي مساعدات عسكرية أميركية أقل.

وعلى خطوط المواجهة في الحرب، تضع القوات الأوكرانية في اعتبارها رئاسة ترمب التي تقترب بسرعة وخطر فقدان أكبر داعم لها.

وقال قائد شركة طائرات بدون طيار أوكرانية تقاتل في منطقة كورسك الروسية مع اللواء 47: «إذا حدث ذلك، فإن هؤلاء الأشخاص الذين معي، ووحدتي، لن يتراجعوا».

وقال القائد الذي يستخدم نداءه العسكري هامر «ما دامت لدينا ذخيرة، وما دامت لدينا أسلحة، وما دامت لدينا بعض الوسائل لهزيمة العدو، فسوف نقاتل». وتحدث القائد شريطة عدم الكشف عن اسمه، مستشهدا بقواعد الجيش الأوكراني والمخاوف الأمنية.

ملايين الدولارات

وأرسلت الولايات المتحدة ما مجموعه 62 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022. وهناك المزيد من المساعدة في الطريق.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الإدارة في طريقها لتوزيع الجزء الأمريكي من قرض بقيمة 50 مليار دولار لأوكرانيا، المدعوم بأصول روسية مجمدة، قبل مغادرة بايدن للبيت الأبيض. وأضافوا أن الولايات المتحدة وأوكرانيا في «مراحل متقدمة» من مناقشة شروط القرض، وقريبتان من تنفيذ 20 مليار دولار من القرض الأكبر الذي تدعمه الولايات المتحدة.



حرية أكبر

كما خفف بايدن القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للصواريخ الأمريكية طويلة المدى ضد أهداف عسكرية في عمق روسيا، بعد أشهر من رفض تلك المناشدات بسبب مخاوف من استفزاز روسيا إلى حرب نووية أو شن هجمات على الغرب. كما سمح مؤخرًا لأوكرانيا باستخدام الألغام المضادة للأفراد، والتي تحظرها العديد من البلدان.

ولكن بايدن ومستشاريه الكبار يشككون في أن السماح باستخدام أكثر حرية للصواريخ الأبعد مدى سيغير المسار الأوسع للحرب، وفقًا لمسؤولين كبيرين في الإدارة تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة المداولات الداخلية.

ولكن المسؤولين قالوا إن الإدارة لديها على الأقل قدر من الثقة في أن تحركها السريع، إلى جانب الدعم الأوروبي القوي المستمر يعني أنها ستترك منصبها بعد أن منحت أوكرانيا الأدوات التي تحتاجها لدعم حربها ضد روسيا لبعض الوقت.

وإنها كافية للصمود، لكنها ليست كافية لهزيمة قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، بحسب أوكرانيا وبعض حلفائها.

حذر بايدن

وحتى الآن، «كانت إدارة بايدن حريصة للغاية على عدم مواجهة احتمال هزيمة بوتن أو هزيمة روسيا» خوفًا من الاضطرابات التي قد يجلبها ذلك، كما قال الجنرال المتقاعد فيليب بريدلوف، القائد الأعلى السابق لقوات حلف شمال الأطلسي. وهو ينتقد وتيرة بايدن الحذرة في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا.

و أظهرت الأحداث التي جرت بعيداً عن خطوط المواجهة في نهاية الأسبوع الماضي تأثير الحرب على الجيش الروسي.

وفي مقابلة تلفزيونية سُجلت قبل لقائه زيلينسكي في باريس نهاية الأسبوع الماضي، سُئل ترمب عما إذا كان ينبغي لأوكرانيا الاستعداد لاحتمال خفض المساعدات، فقال: «نعم. ربما. بالتأكيد».

ويصف أنصاره هذه المناورات بأنها مناورة ما قبل التفاوض من جانب شخص يعلن أنه قادر على عقد الصفقات.

ويقول منتقدوه إنهم يخشون أن تظهر هذه المناورات أنه خاضع لسيطرة بوتن.



الولايات المتحدة

قدمت 62 مليار دولار كمساعدات عسكرية لأوكرانيا منذ 2022 مع مزيد من الدعم القادم إدارة بايدن تعمل على توزيع قرض بقيمة 50 مليار دولار مدعوم بأصول روسية مجمدة

بايدن خفف القيود على استخدام أوكرانيا للصواريخ طويلة المدى والألغام المضادة للأفراد

الإدارة تشكك في تأثير الصواريخ الأطول مدى على تغيير مسار الحرب بشكل حاسم بايدن يتبع نهجًا حذرًا لتجنب اضطرابات قد تنجم عن هزيمة روسيا

زيلينسكي يؤكد أن قوة أوكرانيا في المعركة أساس لإجبار روسيا على إنهاء الحرب

استخدام أوكرانيا للصواريخ الأبعد مدى قلل من القصف الروسي في بعض المناطق

روسيا تصعّد هجماتها لكنها تواجه صعوبات في تعويض الخسائر البشرية والمادية

بوتن يسحب قوات من آسيا الوسطى لتعزيز الحرب في أوكرانيا ويحصل على دعم كوري شمالي

مخاوف من أن وقف إطلاق النار بشروط ترمب قد يعزز موقف بوتن لاستئناف الحرب لاحقًا