ولكن وسط هذه الأجواء، تنشأ أزمة بيئية تهدد مستقبل هذه المناطق الطبيعية. فمع ازدهار موسم المخيمات، تنتشر ظاهرة تأجير الدراجات النارية "الدبابات”، التي أصبحت نشاطًا رئيسيًا للكثير من المخيمين. أصحاب المخيمات يقومون بتوفير هذه الدراجات النارية، والتي غالبًا ما يقودها مراهقون وفتيات وأطفال يماسون عملية التفحيط، ما يؤدي إلى أضرار بيئية جسيمة.
العبث بالدراجات النارية بشكل عشوائي على أراضي المتنزهات يؤدي إلى تدمير وإبادة الغطاء النباتي بالكامل، حيث تُحطم النباتات وتُفقد التربة قدرتها على التجدد الأنبات.
وبدلًا من أن تكون هذه المناطق مقصدًا للاستجمام والراحة، تتحول إلى صحراء قاحلة خالية من الحياة النباتية. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا النشاط يعرّض المراهقين والأطفال لمخاطر الحوادث والإصابات، فضلًا عن الضوضاء والإزعاج الذي يفسد الهدوء المطلوب في مثل هذه الأماكن.
هذه الظاهرة تستدعي تدخلًا عاجلًا من قبل الجهات المعنية في تلك الأماكن، وفرض أنظمة صارمة تمنع استخدام الدراجات النارية في المناطق ذات الغطاء النباتي الحساس. ويمكن تخصيص أماكن محددة لهذا النشاط، تُجهز بسياج محدد مع تطبيق معايير السلامة وتُبعد عن المناطق البيئية الهشة.
لا شك أن الحفاظ على هذه المناطق مسؤولية الجميع، ويجب أن يدرك المخيمون أهمية دورهم في حماية الطبيعة. كما يتعين على فروع وزارة البيئة والزراعة والمياه والبلديات والجهات الأمنية والبيئية ذات العلاقة في المدن والمحافظات، تعزيز الرقابة والتوعية حول مخاطر هذا السلوك، ووضع آليات وفرض رقابة صارمة لضمان الالتزام بالأنظمة.
"زبدة الكلام"
إنقاذ المتنزهات البرية ليس خيارًا، بل هو واجب حتمي ووطني على الجميع، ليبقى الجمال الطبيعي حاضرًا ومستدامًا تنفيذاً لرؤية حكومتنا الرشيدة لتبقى "السعودية خضراء" .