مازلت أتذكر بدايات الفقيد الزميل مصلح الفرحان الاسم الذين اعتاد القراء عليه وهي الانطلاقة الفعلية له في جريدة الوطن وذلك بعد زيارته لمكتب الصحيفة بمكة المكرمة ورغبته الجادة في الانضمام إلى بلاط صاحبة الجلالة حيث كنت في استقباله وتم اعتماده من قبل مدير المكتب الزميل فهد الإحيوي إلا أنه كان تتضح عليه إعاقة في قدمه اليمنى حيث لا يستطيع الركض بل يمشي بهدوء تام دون الوقوف لدقائق طويلة هذا الأمر لم ينظر له منسوبو المكتب بل إننا لم نتطرق له. وأكاد أجزم بأنه طوال السنوات الثمان التي قضاها لا يعلم أحد منا عن حالته وسبب الإعاقة بل أنه وجد الدعم والثناء والمؤازرة من الجميع لتكون الانطلاقة له والتميز في طرح المواضيع الصحفية والتي أخذت حيزاً كبيراً من النشر ومساحة بارزة في مطلع الصفحة الأولى ليجد نفسه وفكره أكثر شغفًا وحباً لهذه المهنة التي وجد من خلالها ذاته ليبدأ بعد سنوات في رحلة البحث العلمي ودراسة ماجستير الإعلام في جامعة أم القرى وحصوله على ذلك خلال عامين واضعاً مرحلة الدكتوراه ضمن ملفه العلمي خلال الفترة القادمة إلا أن قضاء الله وقدره فوق كل أمر ليودع الحياة ويفارقها ويتوقف قلبه وحبره إلا أن أثره مازال ينضب عبر أخباره المتداولة وسيرته العطرة بين زملائه.
مسيرة الزميل في الصحافة كانت مستمرة ولم تتوقف حيث تم استقطابه من قبل وكالة الأنباء السعودية محرراً للأخبار ومن هنا زاد بريقه مسخراً خبراته عبر تقاريره الميدانية والمهنية والمصنوعة من بنات أفكاره وهو خط التحرير الذي تحرص عليه " واس" خلال هذه الفترة، بل إنه كان يشارك في تغطية الأحداث والمناسبات والمؤتمرات ولا يطلب من المنظمين أي مساعدة له لظروف إعاقته ولا يتطرق لها بل إنه دائماً ما كان يأتي قبل الحدث بوقت طويل حرصاً منه على التواجد والحضور والتغطية المميزة.
وقفة:
معالي وزير الإعلام سلمان الدوسري أعلم مدى حرصك خلال الفترة الماضية بدعم وتكريم أبناء مهنة الصحافة، وخلال الفترة القادمة هنالك حدث مهم وهو منتدى الإعلام السعودي كلنا أمل أن يحظى الفقيد بتكريم نظير جهوده في هذه المهنة وفرحة تدخلها على ذويه الذين ينتظرون مثل هذه اللمسات الحانية مستشعرين جهوده المبذولة طوال مسيرته الصحفية.
* أحمد الجهني
صحافي بجريدة الوطن