مع تطلعات المسلحين في سوريا إلى دمشق، أطلق عدد من المراقبين على مدينة حمص مسمى «معركة المصير»، أي أنها ستكون على أرضها.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش السوري أرسل تعزيزات كبيرة جدا دعما لمعركة حمص، وذلك نظرا لأهميتها، إذ إن السيطرة عليها تعني أن خاصرة دمشق باتت مفتوحة.

ولا تزال الأنظار كلها تتجه إلى مدينة حمص أكبر المحافظات السورية، وأهمها إستراتيجية. معركة المصير


بينما يواصل المتمردون هجومهم المفاجئ الذي تمكنوا من خلاله سريعا من الاستيلاء ليس فقط على حلب، بل على مدينة حماة الرئيسية وسلسلة من المدن الأخرى في مختلف أنحاء شمال غرب البلاد، ونفّذ الجيش السوري غارات عدة بمحاولة لاسترجاعها.

وقالت منى يعقوبيان، المحللة في معهد الولايات المتحدة للسلام: «الأيام والأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان الهجوم الذي يشنه المتمردون يشكل تهديدا وجوديا لنظام الأسد أو ما إذا كان النظام سيتمكن من استعادة موطئ قدمه، والرد على المكاسب الأخيرة التي حققها المتمردون».

وفي تحليل لها كتبت: «في حين أصبح حلفاء الأسد ضعفاء ومشتتين، فمن غير المرجح أن يستسلموا ببساطة لهجوم المتمردين».

المساعدات الطارئة

في أعقاب واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، بدأت مجموعات الإغاثة والجهات المانحة الدولية في سوريا في التحول نحو إنفاق المزيد على تعافي البلاد بدلا من إنفاقها على المساعدات الطارئة، مما يوفر شريان حياة للسوريين، واستعادة الخدمات الأساسية.

لكن الهجوم المفاجئ الذي شنه المتمردون في 27 نوفمبر أعاد إشعال الحرب، وفاجأ الجميع بمداه وسرعته.

كما تركت الأزمة جيران سوريا قلقين وحذرين من احتمال انتقال العنف واللاجئين عبر الحدود.

إغلاق الحدود

أعلن لبنان إغلاق جميع معابره الحدودية البرية مع سوريا باستثناء معبر رئيسي يربط بيروت بالعاصمة السورية دمشق. كما أغلق الأردن معبرا حدوديا مع سوريا بسبب الوضع الأمني على الجانب السوري.

ودخل المسلحون السوريون مدينتي الرستن وتلبيسة الواقعتين شمال مدينة حمص، مما جعلهم أقرب إلى ثالث أكبر مدينة في سوريا. وقبل ذلك بيوم واحد، استولى مقاتلو المعارضة بقيادة الجهاديين على مدينة حماة، رابع أكبر مدينة في سوريا.



الاتجاه لدمشق

بيّن مقاتلون من المعارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي المعارضة يسيطرون على مواقع عسكرية في جنوب البلاد، مما يقربهم من العاصمة دمشق.

ونشر مسؤول في المعارضة، يُعرف باسم الرائد حسن عبد الغني، على تطبيق «تليجرام» للمراسلة أن مقاتلي المعارضة موجودون الآن في بلدة الصنمين. وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، إن المسلحين دخلوا بلدة عرطوز التي تقع على بُعد نحو عشرة كيلومترات (6 أميال) جنوب غرب دمشق.

وسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة من سوريا، بما في ذلك عواصم محافظات عدة، منذ أن بدأوا هجومهم في 27 نوفمبر.