هرب مئات الجنود السوريين عبر الحدود إلى العراق، في أحدث مؤشر على ضعف سيطرة الجيش السوري، مع استمرار تقدم المعارضة وسيطرتها على مناطق استراتيجية، مما يهدد بتغيير جذري في المشهد السياسي والعسكري.

وقالت مصادر بالجيش السوري وبالمعارضة إن قوات المعارضة دخلت مدينة حمص من الشمال والشرق.

في مشهد يغير موازين القوى في سوريا، فرّ حوالي 2000 جندي منالقوات الحكومية السورية إلى العراق خلال الساعات الماضية، طالبين اللجوء، في خطوة تعكس انهياراً داخلياً في صفوف الجيش. يأتي هذا الهروب الجماعي بالتزامن مع تقدم سريع للمعارضة المسلحة، حيث وصلت إلى قلب مدينة حمص، مهددةً بقطع العاصمة دمشق عن معاقل الجيش في الساحل.


وفي الجنوب، انسحبت قوات الجيش من مناطق شاسعة في ريف دمشق الجنوبي الغربي ومحافظة القنيطرة، لتعلن المعارضة سيطرتها على مدن وبلدات استراتيجية، من بينها مدينة الصنمين التي تشكل محوراً هاماً على الطريق الرابط بين دمشق والأردن فيما قالت وكالة سانا الرسمية إن الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال في دمشق ويتابع عمله ومهامه من العاصمة. ولا يمكن التحقق من ذلك من مصادر مستقلة.

وفي الشمال، كان المشهد أكثر حدة، حيث بعد سيطرة قوات المعارضة على مدينة حلب قبل أن تتقدم نحو حماة في هجوم مباغت أواخر نوفمبر، ما أدى إلى انهيار سريع لدفاعات الجيش. وقالت مصادر بالجيش السوري وبالمعارضة وأحد السكان إن قوات المعارضة دخلت مدينة حمص اليوم السبت من الشمال والشرق.

وأضاف السكان بأن " مدفعية للجيش السوري تسمع وهي تقوم بالقصف المدفعي على مناطق ريف درعا التي وصلت اليها الفصائل المسلحة التي تتقدم باتجاه العاصمة دمشق ". وفي ريف دمشق شهدت مدينة معضمية الشام وجرمانا وصحنايا مظاهرات وتقدمت باتجاه حواجز الجيش السوري التي انسحبت وبذلك تم السيطرة على أغلب تلك المدن ".

وكانت الفصائل المسلحة شنت أمس هجوما على أغلب مدن وبلدات محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق وتمت السيطرة عليها بشكل كامل ، وسط انهيار كل المواقع والنقاط العسكرية.

دولياً، تعالت الأصوات الداعية إلى وقف التصعيد. ودعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسن إلى الهدوء في سوريا. وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن على هامش منتدى الدوحة للحوار السياسي "أجدّد دعوتي من أجل احتواء التصعيد والهدوء وتجنب سفك الدماء وحماية المدنيين بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي"، وحضّ أيضا على "بدء عملية تؤدي إلى تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري".

وعبرت قطر عن قلقها إزاء تهديد وحدة الأراضي السورية، بينما دعت روسيا وإيران وتركيا إلى استئناف الحوار. بريطانيا، من جانبها، حذرت من استخدام أسلحة غير تقليدية وسط تصاعد القتال.

في خضم هذا النزاع، تبرز أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يعاني ملايين النازحين من أوضاع مأساوية. المدن التي تسيطر عليها المعارضة تواجه تحديات في توفير الاحتياجات الأساسية، في حين تستمر الغارات الجوية التي تفاقم معاناة المدنيين.

ويمثل تقدم فصائل المعارضة الذي سهله انهيار الجيش السوري في عدة مناطق، نقطة تحول في مسار الحرب في سوريا.