ترومان أحلّ محلّه الجنرال ماتيو ريدغواي. حجّته كانت أنّه لا يريد للجنرالات، ولا للساسة، أن يُصابوا بـ "متلازمة هيروشيما"، وإلّا فإنّ القنبلة قد تُستخدم لقمْع تظاهرة في شوارع نيويورك.
الديبلوماسي الشهير جورج كينان، صاحب نظريّة "الاحتواء" (1946)، إذ وصفَ القنبلةَ النوويّة بـ "القنبلة المجنونة"، قال لترومان "مع هذا الإيقاع التكنولوجي قد نَصل إلى تلك اللّحظة التي نُشاهد فيها حكّاماً مجانين يرقصون التانغو مع هذه القنبلة". وكان له مقال في "الواشنطن بوست" بعنوان "رقصة التانغو مع الشيطان".
حتّى الآن، لا تزال مجهولة الجهة التي كانت وراء إطلاق الجندي في مُشاة البحريّة (المارينز) "لي هارفي أوزوالد" النار على الرئيس جون كنيدي، في 22 نوفمبر 1963، ولا وراء قاتل القاتل جاك روبي الذي يتولّى إدارة ملهىً ليلي في مدينة دالاس. ولكن من التكهّنات التي شاعت آنذاك أنّ بين الذين وُضعوا في دائرة الشكّ جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) بعدما قرَّر كنيدي إيفاد بعثة تفتيش إلى إسرائيل للكشف عن برنامجها النووي.
هنا نشير إلى أنّ المفاعل النووي في ديمونا، في صحراء النقب، وُضع في العمل في العام 1964، أي بعد أقلّ من عامٍ من عمليّة الاغتيال، يكون الهدف الأساس من المفاعل صناعة القنبلة، بعدما رأى دافيد بن غوريون أنّ إسرائيل تَقع داخل أوقيانوس بشريّ مُعادٍ، ومن دون أن يكون بالإمكان التنبّؤ بساعة انفجاره.
اللّافت هنا أنّه عندما التقى حاييم وايزمان، أوّل رئيس للدولة العبريّة في العام 1947، أي قَبل إعلان الدولة، بروبرت أوبنهايمر، أبو القنبلة الأميركيّة، طلب منه المساعدة في بناء المفاعل.
هكذا بعد نحو سبعة عقود من كلام كينان، تستعيد المؤرِّخة اليهوديّة الأميركيّة جوديث باتلر ذلك الكلام، عقب دعوة وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو إلى ضرب غزّة بالقنبلة، لتَكتب على صفحتها "ها إنّ القنبلة المجنونة تدقّ على رؤوس المجانين في إسرائيل".
عبوديّة الدمّ
الخيار النووي مُمكن في أيّ لحظة إذا ما أخذنا بالاعتبار مدى تأثير التأويل الأعمى للنصّ التوراتيّ في تشكيل العقل السياسي في إسرائيل. وكان الفيلسوف اليهودي الهولندي باروخ سبينوزا (1632 - 1677) الذي شكّلت آراؤه انعطافةً بنيويّة في كيفيّة الدخول إلى جوهر النصّ الدّيني في اليهوديّة، وإلى حدٍّ ما في المسيحيّة، قد انتَقد ما دعاه "عبوديّة الدمّ" لدى الحاخامات الذين وَصَفَ أدمغتَهم بأدمغة السلاحف "لأنّهم غَرزوا السكّين في ظهر يهوه"، ما حَمَلَ الحاخامات على مُطاردته بالسكاكين إلى البرتغال، مسقط رأس آبائه. المؤرِّخة اليهوديّة الأميركيّة آفيفا تشومسكي، ابنة نعّوم تشومسكي، حذَّرت من "اللّحظة النوويّة في رأس نتنياهو"، ما دام شِعاره "تغيير الشرق الأوسط"، وهو شعارٌ فضفاض جدّاً بالنسبة إلى دولةٍ بحَجْم إسرائيل الديموغرافي والجغرافي، ما هالَ دونالد ترامب الذي رأى ضرورة توسيعها، كون مساحتها أقلّ من مساحة ولاية مثل نيوجيرسي التي تحتلّ، من حيث المساحة، المرتبة 47 بين الولايات الـخمسين.
الأوروبيّون أبلغوا الإيرانيّين مرّاتٍ عدّة أنّ أصابع نتنياهو تقترب أكثر فأكثر من الأزرار النوويّة، خصوصاً مع تنامي النّزعة الإيديولوجيّة لدى أركان الائتلاف، ومن دون أن تكون هناك في الداخل، ومع اعتبار ضبابيّة المشهد العامّ، أيّ قوّة مؤثّرة يُمكن أن تضبط الإيقاع لدى تلك الرؤوس الحامية، وتحول بينها وبين الوقوع في "الجاذبيّة النوويّة". بطبيعة الحال، الوضع مُختلف كليّاً في الولايات المتّحدة. عندما فكّر ترامب في نوفمبر من العام 2017، بتوجيه ضربة نوويّة إلى كوريا الشماليّة، بادرَ الجنرال جون هايتن، قائد القوّات الاستراتيجيّة، على الفور، إلى إعلان رفضه تنفيذ أوامر البيت الأبيض بإطلاق صواريخ نوويّة "من دون سندٍ قانوني"، ليُسانده في ذلك أعضاءٌ بارزون في الكونغرس.
وكان الإسرائيليّون قد اقتربوا في وقتٍ سابق من اللّحظة النوويّة. حَدَثَ ذلك في الأيّام الأولى من حرب أكتوبر من العام 1973، واقتراب السوريّين من جسر "بنات يعقوب" الذي يقود الاستيلاءُ عليه، وخلال ساعاتٍ قليلة، إلى شَقّ إسرائيل نصفَيْن. آنذاك أَمرت غولدا مئير بوضْع الصواريخ النوويّة قَيْد الاستعداد، قَبل أن يُسارع الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون إلى إقامة جسرٍ جوّي بين بلاده والدولة العبريّة.
نصيحة كيسنجر
ويَذكر المفكّر الفرنسي اليهودي جاك أتالي الذي زار ورئيس الحزب الاشتراكي في ذلك الوقت فرنسوا ميتران، غولدا مئير، تأكيدَها على أنّها كانت على وَشْكِ أن تأمرَ بإطلاق الصواريخ التي تَحمل رؤوساً نوويّة نحو أهدافها (القاهرة ودمشق) حين تلقّت اتّصالاً من نيكسون بقُرب وصول المساعدات الأميركيّة.
ثمّة رؤوس باردة داخل اللّوبي اليهودي، وترى، ربّما تأثُّراً بنظريّة هالفورد ماكيندر حول "التقاطُع الديناميكي بين جدليّة الأمكنة وجدليّة الأزمنة"، أنْ ليس باستطاعة إسرائيل الاعتماد إلى الأبد على المطرقة الأميركيّة. وهذا ما انتهى إليه توماس فريدمان، في مقالةٍ له في "النيويورك تايمز". وحتّى هنري كيسنجر كان ينصح الإسرائيليّين بالواقعيّة من خلال هذه المُعادَلة التي تعكس مدى دهائه السياسي "التنازل عن القليل للحصول على الكثير".
وإذا كان التاريخ يتقيّأ الإمبراطوريّات بين الحين والآخر، لا يُمكن لإسرائيل أن تمضي في "رحلة الجنون" هذه، حين يتحدّث الباحثون الأميركيّون عن الولوج قريباً في حقبة ما بعد الزمن. تالياً في حقبة ما بعد هذا "النَّوع البشري".
مَن يستطيع، والحال هذه، أن يتكهّن بمآل المُعادلات (مُعادلات الضعف ومُعادلات القوّة)؛ ناهيك بطبيعة العلاقات بين الدول، وبين المُجتمعات، مع حدوث تغييراتٍ جذريّة في لعبة المصالح، وأيضاً في لعبة الاستراتيجيّات. هذا مع اعتبار المُقارَنة التي أجراها الفيلسوف الفرنسي اليهودي إدغار موران بين حياة اليهود في المُجتمعات العربيّة، وحيث الوجود المؤثِّر في دواوين الخلفاء، وفي الأسواق، وحياتهم في أوروبا، بتعرّجاتها التراجيديّة. الناشط اليهودي إيلي فيزل، الحائز على جائزة نوبل للسلام قال "لقد سَلَكْنا طريق الجلجلة مئات المرّات، ومئات المرّات صُلبنا على الخشبة".
كيف لهذا الكلام أن يصلَ إلى الرؤوس اليابسة في إسرائيل؟ هؤلاء الذين يرون أنّ السبيل الوحيد لإقامة "مملكة يهوه"، أو حتّى لـ "بقائنا كيهود"، هو في تغيير المسارات الاستراتيجيّة والإيديولوجيّة وحتّى التاريخيّة في المنطقة.
كيف؟ تبعاً لِما وَرَدَ في خطاب نتنياهو في الكونغرس في يوليو المنصرم، ينبغي أن تَحتفظ إسرائيل بدَورها كحائطٍ فولاذيّ أمام أيّ محاولة من البرابرة للانتقال إلى الغرب. ولكن متى لم تكُن العلاقات بين غالبيّة العرب وضفَّتَيْ الأطلسي في ذروة التفاهُم، على الرّغم من المآخذ الكثيرة حول السياسات الأميركيّة حيالهم.
الآن، ليس وقت العقل في إسرائيل. حربٌ مجنونةٌ في غزّة التي كان دايفيد بن غوريون يَحلم بأن يستفيق ذات يوم وقد زالت من الوجود، كونها القنبلة الديموغرافيّة في خاصرة إسرائيل، وحربٌ جنونيّة في لبنان، وحيث الرصاصةُ الأولى، الرصاصةُ الخطأ عبر الخطّ الأزرق، فَتحتِ البابَ أمام نتنياهو ليقول بـ "تغيير الشرق الأوسط"، ليَكتشفَ لاحقاً أنّ ذلك يقتضي تقويض النظام في إيران.
لكنّ الحسابات الاستراتيجيّة للولايات المتّحدة شيء، والحسابات الإيديولوجيّة للدولة العبريّة شيء آخر، لنَشهد تلك اللّيلة الهوليوديّة ليلة 25/ 26 أكتوبر، بعدما كان زعيم اللّيكود يريد أن تكون ليلة طهران مثل ليلة طوكيو في 10 مارس 1945، حين شنّت 300 طائرة أميركيّة غارة بالقنابل الحارقة على المدينة.
رقصة المُستنقعات
بعض الأبحاث التي تَصدر عن معاهد إسرائيليّة مُخــتصّة ترى في إيران ما رآه توماس فريدمان في محادثاتٍ افتراضيّة بين وليم بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزيّة، ونظيره الإيراني "دولة مُخترَقة ومكشوفة ومعزولة"، ليكون هذا هو الوقت المثالي لتقويض النظام فيها، وقيام نظامٍ بديل فيها يكون حليفاً للولايات المتّحدة التي قرّرت، بعد التجربة الأفغانيّة كجزء من مشروع "الشرق الأوسط الكبير"، عدم الانزلاق إلى ما دعاها الجنرال ديفيد بترايوس "رقصة المُستنقعات".
نتنياهو الذي كان يحسب أنّ باستطاعته أن يجرّ رِجلَ البيت الأبيض وراءه، يَعتقد أنّ القنبلة النوويّة هي الكفيلة ببدء "التاريخ الآخر في الشرق الأوسط"، بعدما كان دين أتشيسون قد قال غداة قنبلة هيروشيما "في تلك اللّحظة بدأ التاريخ الآخر في العالَم".
أكثر من ذلك، الصقور داخل اللّوبي اليهودي يرون أنّ "رحلة العقل في القارّة العجوز" لم تَبدأ بعد قرونٍ طويلة من الحروب التي إحداها استمرّت 116 عاماً (حرب المائة عام)، إلّا عندما عاشت ويلات الحرب العالميّة الثانية. هكذا يُفترض أن تبدأ "رحلة العقل في المنطقة". ولكنْ مَن هُم المجانين في هذه الحال؟ ومَن يسعون، استناداً إلى حيثيّات ماورائيّة، لإنشاء "إسرائيل الكبرى" على أنقاض الدول والشعوب الأخرى؟
لنُردِّد مع برتراند راسل "لا منطق يحكم العالَم، ولا منطق يَحكم التاريخ". هذا ما يَستدعي نظرةً بانوراميّة إلى الشرق الأوسط بكلّ تضاريسه الميتولوجيّة والإنثروبولوجيّة، للتساؤل حول الصعود الصاعق لليمين الدّيني في إسرائيل إلى السلطة.
لا شكّ أنّ الدولةَ العبريّة قامت على أُسسٍ توراتيّة، وإن لجأ تيودور هرتزل وغيره من قادة الحركة الصهيونيّة إلى طُرُقٍ ميكيافيليّة ومركنتيليّة لتسويق مشروع "الوطن القومي" لدى دولٍ تتمحور سياساتُها حول صراع المصالح وصراع أباطرة المال.
بطبيعة الحال، هناك عوامل أخرى. مناحيم بيغن، المُرشِد الأعلى لليمين، وصاحب شِعار "العالَم لا يُشفِق على المذبوحين، لكنّه يَحترم المُحاربين"، ترأَّس أوّل حكومة في إسرائيل في العام 1977، أي بعد 29 عاماً من إعلان قيام الدولة، لتبدأ سنواتٌ تبادليّة سَقَطَ خلالها إسحق رابين برصاصة ييغال عمير بعدما كان قد لامَس في مفاوضاته مع الرئيس السوري حافظ الأسد "الأرض المحرّمة".
كثيرون كَتبوا آنذاك عن "ساعة الزلزال في الشرق الأوسط"، أي ساعة إبرام اتّفاق السلام بين دمشق وتلّ أبيب، على أنّها نهاية صراع كان يُمكن أن يمتدّ إلى "ظهور الماشيح المخلِّص". القاتل قال إنّ "صرخة راحيل" كانت تدوّي في أذنَيْه لتبدأ في العام 2001 رحلة صعود اليمين، تزامُناً مع وصول جورج دبليو بوش إلى البيت الأبيض ليكون العهد الذهبي للمُحافظين الجُدد.
أكثر فأكثر بَدأ تأثيرُ العامل التوراتيّ في صَوْغِ السياسات الإسرائيليّة ليَبلغَ ذلك الذروةَ مع سيطرة اليمين الدّيني المُتطرّف على الكنيست بقطبَيْ هذا اليمين إيتمار بن غفير وبسلئيل سموتريتش.
حتماً لم يَحدث ذلك، وكما قال شلومو ساند، المؤرِّخ البارز، وصاحب "اختراع شعب إسرائيل"، فقط كنتيجة لتفاعُلاتٍ إيديولوجيّة استمرّت لنحو نصف قرن، وإنّما أيضاً لما كان يَحدث وراء الحدود من صيحاتٍ تهدِّد بإزالة إسرائيل من الوجود، مع وصْفِها بأنّها "أوْهَن من بَيت العنكبوت". الصيحات إيّاها تحوَّلت إلى "ثقافة يوميّة على شفاه الأتباع، وكان لا بدّ من أن تَهزّ تلك الصيحات الكثير من مناطق اللّاوعي في الشخصيّة الإسرائيليّة".
ليل الإيديولوجيّات
إذا كان فرنسيس فوكوياما قد أَطلق نظريّة نهاية الإيديولوجيا في كتابه "نهاية التاريخ والإنسان الأخير" (1992) غداة سقوط الشيوعيّة في الاتّحاد السوفيّاتي (وتَراجَعَ عن ذلك في وقتٍ لاحق)، فإنّ العالِم السياسي الفرنسي إيمانويل تود تحدَّث عن أزمة الإيديولوجيا في كلٍّ من إيران وإسرائيل، بعدما كان الفرنسي الآخر جان دانيال، مؤسِّس "النوفيل أوبسرفاتور" قد لاحَظ أنّ الإيديولوجيّات (الشيوعيّة، النازيّة، الفاشيّة) في القرن العشرين قد تحوّلت إلى أديان، ليَظهر، في القرن الحادي والعشرين، مَن عملَ على تحويل الأديان إلى إيديولوجيّات.
فارقٌ شاسعٌ بين إسرائيل التي تُساندها مؤسّسةٌ يهوديّة ضاربة على ضفّتَيْ الأطلسي، وقد تمّ توظيف الهولوكوست على نحوٍ مُذهلٍ في البنية الثقافيّة والأخلاقيّة لدى المُجتمعات الغربيّة، وإيران التي اختارت، ومنذ اللّحظة الأولى للثورة (1979)، الصراعَ مع الغرب الذي ذهبَ بعيداً في عالَم التكنولوجيا المُتعدّد الأبعاد، ولتَعتمدَ في سياساتها مبدأ "الكثير من الإيديولوجيا والقليل من البراغماتيّة"، وبمحاولات واضحة لاستثمار الإيديولوجيا على المستوى الجيوسياسي والجيوستراتيجي في قرنٍ تشابكتْ فيه الخطوط الحمر على نحوٍ سريالي.
التجربة الإيديولوجيّة كانت شاقّة ومريرة، لنلاحظ تبدُّلاً واضحاً في المَسار باختيار مسعود بزشكيان لرئاسة الدولة تزامناً مع النقلة النوعيّة لمُرشِد الجمهوريّة الذي إذْ كان يَصِف التعاملَ مع "العدوّ"، أي أميركا (التي عَقدتْ بلادُه معها الاتّفاق النووي في العام 2015) بـ "السمّ الزعاف" قال في العام 2024 بـضرورة التعامُل، وحتّى التفاعُل، مع العدوّ.
ربّما حَدَثَ ذلك بعدما تبيَّن هول الخطأ بتفجير الجبهات غداة عمليّة "طوفان الأقصى"، وما نَتج عنه من كوارث. لكنّهم في طهران يَنظرون بتوجُّس إلى الأميركيّين الذين يُتقنون اللّعب على نقاط الضعف، وخصوصاً بعد كلام جاك سوليفان، مُستشار الأمن القومي حول البرنامج النووي الإيراني.
إليوت إبرامز يرى ضرورة الضغط على إيران من أجل الانكفاء الجيوسياسي من أكثر من دولة في المنطقة، وإن كانت قد ظَهرت مؤشّراتٌ على تحوّل في السياسات الإيرانيّة في اتّجاه بَذْل جهود، فاعلة ومباشرة، لتفكيك أزماتٍ محوريّة في منطقةٍ يُفترض ألّا تبقى رهينةَ الصراعات العبثيّة والمُبرْمَجَة؛ وقد أَظهرتِ الأيّامُ أنّها لا تُفضي إلّا إلى الخراب.
الديبلوماسي المُخضرَم آرون ميلر يَعتبر أنّه مثلما وصلت إيران إلى خطّ النهاية، كذلك إسرائيل.. هل هي إذاً، نهاية الإيديولوجيّات في الشرق الأوسط؟
فلاسفة ومؤرّخون يهود في أميركا يسألون ما إذا كان "بإمكاننا، كيهود، أن نغتسل من تلك الدماء بصلواتنا فقط، ولو امتدَّت إلى نهاية الدهر؟"؛ ليلاحظ عالِم السياسة الأميركي ستيفن والت أنّ هولاكو قضى ضحيّة الصرع، وأنّ كاليغولا قضى صريعاً، فأيّ نهاية ينتظرها نتنياهو يا ترى؟
أمّا آرنولد توينبي، فيلسوف التاريخ البريطاني، الذي كَتَبَ الكثير عن الشرق الأوسط "الذي يعاني من فائض التاريخ ومن فائض الإيديولوجيا"، فقد دعا إلى الخروج من "ديكتاتوريّة الماضي" إلى صناعة الأُفق... ثمّة خطوات في هذا الاتّجاه.
*ينشر بالتزامن مع دورية افق الإلكترونية.