وصف منتشر في المجتمع السعودي ومعظم المجتمعات الخليجية والعربية، يصف به مراجعو عيادات طب الأسنان طبيب أسنانهم، ويرغبون في الثناء عليه وعلى عمله بوصف هذا طبيب أسنان (يده خفيفة).

ولخبرتي الجيدة واحتكاكي بالمراجعين، وبحكم تخصصي الشامل لمعظم الحالات البسيطة والمعقدة، اعتقد أنني اعلم معظم صفات الطبيب ذي اليد الخفيفة - حسب وصف المراجعين - الذي وصفوا بها أطباء قبلي، ثم انتقلت الصفة لطبيب آخر أكملوا العلاج لديه.

وبعد أن شرعت في كتابة المقال مع وضع صفات الطبيب ذي اليد الخفيفة نصب عيني.


انتابني فضول لعمل استبيان حقيقي لعدد من المراجعين في العيادة التي أعمل بها لتحديد ماذا يقصد المراجعون من هذا الوصف لطبيب الأسنان الجيد.

فأعددت استبيانا يستقصي آراء المراجعين في هذا الشأن شارك فيه مائة مراجع معظمهم سعوديون (73%) وكانت نسبة مشاركة الرجال 57% والنساء 43% عالجهم 16 طبيبا بمختلف الجنسيات والتخصصات والتصنيف المهني من طبيب مقيم حتى طبيب استشاري.

سُئل المراجعون المشاركون في الاستبيان سؤالاً مفتوحاً عن صفات طبيب الأسنان ذو اليد الخفيفة، واعطوا فرصة للتعبير دون تحديد خيارات إجابة مسبقة فهذا ادعى للوصف بحريّة مُطلقة.

وتعددت إجابات المراجعين في وصف الطبيب ذو اليد الخفيفة وذكروا عدداً من صفاته ومهاراته، فمنهم من ركز على صفة واحدة، ومنهم من عدد أكثر من صفة ومهارة فكانت مجموع الصفات 167 صفة مختلفة أو متشابهة في المعنى بصيغ مختلفة، قد تعبر عن ثقافة المراجع أو عمره وأكثر اهتماماته في طبيب أسنانه.

لخصت هذه الصفات في ست فئات رئيسة، تجمع كل فئة عددا من الصفات والمهارات المتشابهة في المعنى ليسهل إحصاؤها.

الفئة الصفات المشتركة النسبة المئوية

الفئة الأولى السرعة وعدم وجود الألم وخلع الأسنان بسهولة وسرعة 35.3%

الفئة الثانية البشاشة وحسن الخلق والتعامل الجيد مع المرضى 20.4 %

الفئة الثالثة إبرة البنج خفيفة 15%

الفئة الرابعة وضعية الجلوس وفتحة الفم المريحة أثناء العلاج وعدم الضغط على الشفة والخد وأغشية المريض 12.6 %

الفئة الخامسة الأمانة والاتقان والخبرة والتمكن والاحترافية 10.2%

الفئة السادسة عدم تكرار العلاج -علاج صحيح -ولا وجود للمضاعفات أو الأخطاء الطبية 6.6%

مع ملاحظة أن معظم المراجعين يصعب عليهم تقييم جودة علاج الطبيب ذي اليد الخفيفة، إلا إذا خفف عنه الألم إذا كان سبب زيارته هو الألم، أو كان راضياً عن جمال ولون الأسنان ووظيفتها بعد العلاج. ما عدا ذلك فيغيب عنه تقييم معايير ومقاييس جودة العلاج الذي أجراه طبيب الأسنان ذي اليد الخفيفة أو ذو اليد الثقيلة.

تبين لي من الاستبيان أن المراجعين لديهم اهتمامات مهمة تتجاوز مجرد عدم الإحساس بالألم أو بإبرة البنج وسرعة إنجاز العلاج، وقد تكون هناك صفات أخرى لم يتطرق لها المراجعون في الاستبيان,

فيما يلي عدد من هذه الصفات أو المهارات بتعبير المراجعين و أعجبتني طريقة تعبيرهم:

" فمي مرتاح

وجود فريق عمل فعال

يعرف يوزن يده داخل الفم

يقدم الخدمة في وقت سريع

مايشد علي وتكون يده قوية

ما أحس بالإبرة الله يجزاه خير

واثق وما يحك اللثة ووسيع صدر

اللي ما تدري إلا وهو يقول خلصنا.

اللي يعطي الإبرة بسرعه وبدون ألم

يحرص على رضا المراجعين بعد العلاج

الإجراء يقوم به بسهولة ولا يعيد المحاولات

يهتم في العلاج السابق قبل البدء بعلاج جديد

اللي يحافظ على السن الطبيعي قدر الإمكان

يتوقف أثناء العلاج لإعطاء فترة راحة للمريض

يهيءالمريض نفسياً عند البدء باستخدام جهاز جديد

لا يشعر المريض بحركة يد الطبيب في فمه أو أسنانه

سريع في إنهاء شغله إذا شي بسيط يخلص قبل التوتر

يسأل بين اللحظة والثانية كيف الوضع هل الألم موجود

شغل احترافي وسريع ولو تخصمون زيادة يكون أفضل

يده خفيفة مع أنه خلع ضرس عقل وفاهم ويطمن المريض

الفهم والابتسامة وحسن التعامل وطول البال على المريض

ما أحس بألم خصوصاً عند وضع البنج تحس بشعور الغيمة

يجعل جلسة المريض على الكرسي مريحه خلال فترة العلاج

يعرف متى يبدأ ومتى يتوقف ويعرف متى يتبسم لطمئنة المريض

الهدوء في التعامل والاعتماد على التقنية الحديثة قبل اليد الخفيفة

يكون صادق معك بإخبارك بطريقة وتكاليف العلاج وتبعات العلاج

أخلاقه حسنة ويصغي للمرضى ويفهم شكواهم وصديق جيد وخلوق.

لا يرهق المريض بوضعيات غير مريحه تشد عضلات الرقبة أو الراس

اطلع من عنده وأنا محمل بكيلووات من السعادة من جد يده تتلف بحرير

اللي بعد علاجه تتأكد أن السن ما يصول عليك مرة ثانية (يصول = يؤلم)

بيئة العمل لدى الطبيب تخفف شعور الخوف من عيادة وعلاجات طب الأسنان

يحس بأنه هو المريض ويقدر هيئة المريض وهو فاغر فاه فلا يؤذي شفته ولسانه

مايوجع وشغله تمام وما يستغل ألم المريض ولا يكون هدفه استنزاف المريض مادياً

لا يشعر المريض بعد الانتهاء من العلاج أنه تعرض لجروح خارج علاج الأسنان مثل الكدمات على الخد أو الشفتين من جراء الضغط والاتكاء على فم المريض".

أعزائي اطباء الأسنان.. هذا الاستبيان سيساعدك لاكتساب صفات جديدة تضيفها لسجلك، لتكون طبيب أسنان ذو يد أكثر خفة وللتخلي عن عدد من الصفات التي ترتبط بطبيب الأسنان ذي اليد الثقيلة.

عزيزي الطبيب:

كلنا نرغب أن نوصف بطبيب أسنان " يده خفيفة". إنما جودة العلاج من عدمها أنت تعلمها من خلال مسيرتك العلمية والعملية، فاجعل جودة العلاج صفة واضحة تظهر في الأشعة والشكل واللون وصحة الفم والأسنان، وتظهر للأطباء الآخرين في حال انتقل المريض للعلاج لدى طبيب آخر.

واعلم أن أي خدمة علاجية تقدمها لمراجعيك هي بصمة لا يمحوها إلا طبيب آخر قد يسيء لك أو قد يشيد بعملك.

واجعل الأمانة ومراقبة الله والإتقان في عملك نصب عينيك، وأن تحب لأخيك المريض ما تحب لنفسك وذويك، واعلم - يا رعاك الله - أن حسن الخلق والبشاشة والابتسامة والرفق، ما خالط أمراً إلا زانه.

كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ منكم بَسْطُ الْوَجْهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ.

وكما يقول المثل الشعبي (لاقيني ولا تعشيني).

أعزائي المراجعون:

إن حسن التعامل وبشاشة الطبيب وعدم الإحساس بالألم أو الانزعاج أثناء العلاج بعض صفات الطبيب ذو اليد الخفيفة ولكنها ليست مقياساً لجودة الخدمات المقدمة. فقد يحضر أحد الحالين ويتخلف الآخر، علماً بأن عددا من الحالات الطبية لا يمكن اتقان علاجها دون ألم أو انزعاج، وبالتالي ينعت هذا الطبيب بذي اليد الثقيلة وهو ليس كذلك. وفي حالات كثيرة يكون العلاج القاصر أو الناقص أريح وأسرع للطبيب من العلاج الصحيح. فالتواصل الفعال والقريب وشرح ما يعجبك وما ينفرك وفهم خطوات وتبعات العلاج يساعد الطبيب لتقديم خدمات أكثر أماناً.