هذه المشاعر وأكثر أنت من تختارها لنفسك، ولا يسمح لأحد بالتدخل فيها، قد تؤثر فيك كلماتهم، تعليقاتهم، نظراتهم، لكن حق الاستمرار أو الانسحاب بيدك أنت فقط.
الإنسان مخير كذلك بين أن يكون شخصًا صحيًّا وبين أن يكون شخصًا يأكل ما يشتهيه ولا يهم إن كان نافعًا أو مضرًا، المهم الاستمتاع حينها بما يأكله.
أنت الذي تعرف ما تحتاجه وما يناسبك، كيف لا وأنت الأقرب لنفسك، تعلم ما يضرك وما ينفعك، أنت مخير بين أن تعيش لحظات معدودات من المرح، ولحظات أخرى غير سوية قد تكلفك ثمنًا غاليًا من الآلام والأمراض والسهر مع مرور الوقت، اختر أن تكون مغذيًا لعقلك، وقلبك، وبطنك، أو أن تكتفي بالأخير فقط، أنت من يختار أسلوب حياته.
أنت من تختار أن تكون لينًا أو حاد الطباع، غالبًا ستكون الأمان لغيرك بالأولى، حيث إنك قد تؤجل مصلحتك مقابل خدمة الغير، وفي المقابل تضر نفسك وتنفر من حولك في الثانية.
لا يعلم قيمتك أحد كما تعرفها أنت، فلك الخيار؛ إما أن تصدق ما تسمع من الناس عن نفسك وإما أن تؤمن بنفسك وقدراتك وتثبت لمن حولك أنهم كانوا على خطأ عندما كانوا يقللون من قيمتك.
أما عن الجانب الديني؛ فكثيرًا ما نسمع تعليقات سلبية حول شاب تاب أو بنت تحاول الابتعاد عن طريق الانحراف الذي كانت تسير فيه، وهنا أيضًا الخيار لك فأنت أقررت بذنبك وقررت أن تتوب وتعود إلى الله -سبحانه وتعالى-.
فإما أن تستمع إلى كلام الناس مثل: الآن تريد التوبة وقد اعتدت المعصية؟ لن تقدر على ذلك، إن الله لا يقبل توبتك، ذنبك كبير لا يغتفر.
وبين أن تكمل في طريق التوبة وتتقرب من الله، ومن كان على يقين بأن الله يغفر الذنوب كلها إلا أن يشرك به، سعى واجتهد وطلب العون والمدد منه -سبحانه وتعالى- وسيعينه الله بإذنه على ذلك ويفتح له أبواب الخير والرزق بفضله وكرمه، فمن كان الله معه فمن ضده؟
الكلام في هذا يطول لكن نكتفي بهذا.
الحمد لله على نعمة العقل، لنفكر ونتفكر، ونعتبر بمن حولنا ولا نلقي بأيدنا إلى التهلكة.
بالعقل وحسن التدبير نعيش سعداء راضين بما رزقنا الله ولله الحمد والمنة.