شهد الإعلام التقليدي في العقود الماضية حتى بدايات الألفية الثانية ازدهارًا ملحوظًا، حيث كانت القنوات التلفزيونية هي المصدر الرئيس للترفيه والمعلومات. كان الإعلان هو المصدر الرئيس للإيرادات في تلك الفترة، حيث كان المعلنون يتنافسون على شراء المساحات الإعلانية في البرامج والشبكات التلفزيونية. كانت القنوات التلفزيونية تشكل جزءًا أساسيًا من الثقافة الأسرية، حيث اجتماع أفراد الأسرة لمتابعة البرامج المختلفة، كما كانت نافذة مهمة للتواصل مع العالم الخارجي.

ومع بداية الألفية الجديدة، بدأ الإعلام التقليدي يواجه تحديات كبيرة بسبب التحولات التكنولوجية السريعة. تزايد استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى هجرة المعلنين من التلفزيون والإذاعة إلى منصات الإنترنت. مواقع مثل «فيسبوك» و«يوتيوب» أصبحت منصات أكثر جذبًا للمعلنين بفضل قدرتها على الوصول إلى جمهور مستهدف بشكل أكثر دقة وفعالية. هذا التغيير الكبير في سلوكيات الجمهور أدى إلى شح في الإيرادات الخاصة بالإعلام التقليدي، ما خلق تحديات صعبة للكيانات الإعلامية في الحفاظ على وجودها المالي.

لمواجهة هذه التحديات، يتعين على الإعلام الرسمي التفكير في إستراتيجيات مبتكرة لزيادة الإيرادات. ومن أبرز هذه الإستراتيجيات تغيير نموذج العمل التقليدي. يجب على المؤسسات الإعلامية الابتكار في طرق تقديم المحتوى، مثل تقديم مناقشة أبعاد خبر مهم في الساعة نفسها، تقييم الأحداث العالمية من أكثر من زاوية، أيضا تقديم خدمات رقمية مدفوعة، الاشتراكات الرقمية لمحتوى حصري متميز يلامس فئات مختارة من المجتمع، والتوسع في المنصات الرقمية الخاصة بها بأن تكون أكثر تنوعاً لحاجات المستخدم. كما يمكن التركيز على تحسين استهداف الإعلانات من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة، لتقديم تجربة إعلانية أكثر تخصيصًا، وهذا مجال يطول الحديث فيه وهو مهم جدا.


بالإضافة إلى ذلك، يمكن للإعلام الرسمي البحث عن شراكات استراتيجية مع الشركات التكنولوجية أو المؤسسات الكبرى لتطوير محتوى مشترك، أو التفكير في إنشاء منصات إعلامية جديدة مشتركة أيضًا تجذب جمهورًا أوسع.

أخيرًا.. يتطلب الحفاظ على الإيرادات والنجاح في المستقبل مرونة كبيرة وتكيفًا سريعًا مع التغيرات السريعة في المشهد الإعلامي.