وأوضح مساعد المدير التنفيذي للخدمات العلاجية بالمجمع الدكتور عبدالإله بن خضر العصيمي أن الهدف الأساسي من المضادات الحيوية هو محاربة البكتيريا الضارة للجسم، مشيرًا إلى وجود تأثيرات جانبية أخرى محتملة، خصوصًا من الناحية النفسية غير الهدف الرئيسي لذلك لا ينصح بتناولها إلا عند وجود داع بحسب القرار الطبي. وبين أن المضادات الحيوية قد تؤثر سلبًا في الصحة النفسية من خلال التأثير في توازن الميكروبات النافعة في الأمعاء كهدف جانبي، التي لها دور هام في تصنيع بعض المواد الكيميائية والارتباط بوظائف الدماغ النفسية أحيانًا، مضيفًا بأن الدراسات والتقارير البحثية وجدت أن تناول بعض المضادات الحيوية قد يسبب أحيانًا بعض الأعراض الجانبية النفسية لدى المرضى وكان أكثرها حدوثًا القلق والاكتئاب، ونادرًا جدًا حالات الذهان والهذيان.
وأشار الدكتور العصيمي إلى وجود تفاعلات دوائية قد تحدث في حال تم تناول المضادات الحيوية مع الأدوية النفسية، حيث يمكن أن تؤدي بعض المضادات الحيوية إلى تركيزات سامة من الأدوية النفسية، وبعضها قد يؤدي إلى تقليل تركيز بعض الأدوية النفسية مما يؤدي إلى انخفاض فعاليتها، وعلى العكس من ذلك، قد تسبب بعض الأدوية النفسية اضطرابات انخفاض في تركيز المضادات الحيوية والتأثير في فعاليتها، كما تشير بعض التقارير إلى حدوث التسمم بالليثيوم والكلوزابين عند البدء بتناول مضادات حيوية معينة معها، وتحدث هذه التفاعلات بسبب تثبيط أو تنشيط نظام إنزيم السيتوكروم بي 450 الكبدي. وبيَّن أن اكتشاف العلاقة بين الصحة النفسية والمضادات الحيوية بدأ منذ خمسينيات القرن الماضي بعد ملاحظة أعراض جانبية نفسية لأحد المضادات الحيوية لعلاج مرض الدرن، حيث ظهر لدى بعض المرضى علامات تغيرات في المزاج والنوم، منوهًا بضرورة حرص المرضى على عدم استخدام المضادات الحيوية إلا عندما يقرر الطبيب ذلك وللمدة المحددة في الخطة العلاجية.