الصراع بين المنطق والعاطفة هو جزء طبيعي من التجربة الإنسانية. لكل منهما دوره وأهميته، وكلاهما ضروري لتحقيق التوازن في اتخاذ القرارات. حيث إن المنطق يعتمد على التحليل العقلاني والحقائق، وهو مهم في المواقف التي تتطلب قرارات موضوعية بعيدة عن التأثيرات الشخصية. أما العاطفة تعكس مشاعرنا وتجاربنا الإنسانية، وهي ما يمنح القرارات بُعدًا شخصيًا وإنسانيًا، خصوصًا في العلاقات والمواقف التي تحتاج إلى تعاطف وتقدير للمشاعر. وأزعم أن التحدي يكمن في تحقيق التوازن بينهما، حيث يمكننا استخدام المنطق لتقييم الأمور بموضوعية، والعاطفة لإضافة البعد الإنساني والاهتمام. عندما يتم تفضيل أحدهما على الآخر بشكل مفرط، قد نواجه نتائج غير مرضية.
لكني أدركت مؤخرًا أن التحدي الحقيقي والصعب هو مقابلة المنطق بالعاطفة وأن تكون في موقف يتطلب منك أن تكون عقلانيا منطقيا واقعيا في بيئة أو أشخاص عاطفيون. فمهما بلغت من توازن وحكمه وهدوء ستبدو غريبا شاذا في هذا المشهد.
كنسيج اجتماعي عربي يجب أن نتقبل أن العاطفة تلعب دورًا كبيرًا في القرارات والتفاعل اليومي. ففهم دوافع الآخرين العاطفية دون أن تنتقدها بشكل مباشر أولى مفاتيح تحقيق التوازن. فالتعاطف مع مشاعر الناس لا يعني التخلي عن المنطق، بل يعني فهمهم بشكل أعمق. والأهم من هذا هو عند تقديم رأيك المنطقي، استخدم لغة تراعي مشاعر الآخرين. لا تفرض المنطق كأنه حكم مطلق، بل اجعل حججك تبدو كاقتراحات أو حلول. واستخدم أمثلة توضح كيف يمكن للمنطق أن يخدم مصلحة الجميع دون إلغاء الجانب العاطفي لأنه في مجتمع عاطفي، قد تواجه استجابات حادة أو شخصية. فالتركيز على الحقائق والمبادئ دون أن تصطدم بمشاعر الآخرين قد يكون الحل الأفضل.
ورغم كل هذا لا تعتقد بأنك سوف تسلم من شيطنة العاطفيين فأنت شخص غير مرحب بك في غالب الأحيان. اختر معركتك بعناية، وتذكر أن التعامل مع هذه التحديات بنجاح يتطلب مزيجًا من الذكاء العاطفي والمرونة والحكمة في التواصل.