عندما تلاحظ ان الشخص الذي تصاحبه يريدك فقط أن تمجده وتذكر محاسنه ، ويجعلك - بطريقة مباشرة أو غير مباشرة - تشعر بأنك اقل شأنا منه، وقد تتهم نفسك بالنقص والدونية عندما تجالسه وكأنك لم تنجز أو تفعل أي شيء يستحق الإشادة والتذكير في هذه الحياة، وأن ليس لديك حسنة تستحق أن يلتفت إليها رغم مجالسته لك سنوات طويلة ! بل يجعلك محبطا مشكوكا في قدراتك وامكانياتك وقد يسخر منك .. عندما تجد مثل هذه المؤشرات وتلاحظها تأكد بأن هذا الشخص سلبي والعلاقة معه غير صحية وغير مجدية ، والتخفيف من مجالسته والتواصل معه أمر لابد منه، حينما تستنفد كل الفرص والمحاولات في سبيل ارشاده لتقويم سلوكه ومعالجة اسلوبه المنفر لكل من يجالسه .
والعكس من ذلك حينما تجد الشخص يتجاذب أطراف الحديث معك عن اهتماماتك ويسلط الضوء على إيجابياتك فيظهرها ويحتفي بالخصال الحميدة والصفات الجميلة التي تتمتع بها ، فيعززها بداخلك وكل ذلك ربما ومعرفته بك من مدة قصيرة ! فعلى سبيل المثال حين يسمع منك كلمة طيبة أو قولا حسنا سواء كنت معه لوحدكما أو أمام الملأ يثني عليه كقوله : ( ماقلته يافلان قبل قليل كلام جميل ) ( رأيك الذي ذكرته هو عين الصواب والأقرب للحقيقة ) وهكذا .. أو حين يعجبه فكرك وشخصيتك يمتدحك قائلا : ( ماشاء الله عليك لديك اطلاع بالمجال الفلاني ) أو ( أنت لديك شخصية جميلة وحضور لافت وتعبير جيد ) ( انت في العلم الفلاني مبدع حاول تطور نفسك فيه أكثر لتكون أكثر تميزا ) ( أنا سمعت لك كلمات أعجبتني ) ( رأيت أسلوبك جميل عندما تحدثت مع فلان ؛ احسنت واستمر على هذا النهج )، ( قرأت لك كذا وكذا ونال على استحساني ) .. الخ ، شخص محفز وينبض بالصفاء والحيوية ويعزز فيك الإيجابية لأشياء أنت تعلمها وتعلم قيمة نفسك بها ومن خلالها وقد يذكرك بها حينما تنساها أو ربما تجهلها ، شخص مشغول بنفسه وتطويرها لا بمقارنتها بالآخرين ومحاولة النيل منهم ومناكفتهم ، إنسان يرفعك ويحلق بك عاليا لتلامس السماء ، ويجعلك تزداد حبا لنفسك وفخرا بها ، ويشعرك بالإرتياح ويجعلك أكثر اطمئنانا وامتلاء بالمشاعر الطيبة حينما تفترقان ، ومتلهفاً للقاءه مجددا ، وحينما تنتهي من مجالسته تكون أكثر ثقة ورضا عن ذاتك وعما تملكه من سمات ومميزات .. فحينما تجد مثل هذا النوع من البشر فعض عليه بالنواجذ وتأكد بأن العلاقة بينكما صحية .