يحتاج الأطفال في هذا العمر إلى الاستمرار في بناء التحكم بأصابعهم وقوة اليد، وممارسة أنشطة مثل اللعب بالسيارات الصغيرة، يساعدهم الرسم بالأصابع على تعلم استخدام إصبع واحد فقط في كل مرة، كالرسم على الرمل مثلا، ما يعدهم لقبضة أكثر نضجًا.
ما بين 3 إلى 4 سنوات، يضع الطفل إبهامه وجميع أطراف أصابعه على قلم التلوين أو قلم الرصاص؛ وجود الكثير من أطراف الأصابع على القلم يمنح الطفل مزيدًا من التحكم والسيطرة، ويكون أكثر قدرة على رسم خطوط رأسية وأفقية، وقادرًا على رسم دائرة منظمة، وسيحاول رسم أشخاص وأشياء بسيطة عند تشجيعه.
إذا أُدخلت الكتابة اليدوية في هذه المرحلة، فقد يصبح الطفل ثابتًا على نمط القبضة هذه، ولن يكون قادرًا على الانتقال إلى مرحلة إمساك القلم بالثلاث أصابع، والتي هي أكثر نضجًا. لمساعدتهم على تطوير قبضتهم شجعهم على التلوين، خاصة على الأسطح المستقيمة ولا تجبرهم على الكتابة، البعض يطلب من الطفل البدء في الكتابة قبل أن يفهم كيفية تكوين الحروف، وهذا يؤدي إلى رسم الحروف بدلا من كتابتها.
في سن 5-6 سنوات، يكون الأطفال مستعدين لمسك القلم بشكل صحيح، بوضع الإبهام وأول إصبعين على القلم، والإصبعين اللتين تليهما تستريحان على الورق مع المعصم، ويحبذ استخدام أقلام تلوين قصيرة وصغيرة في هذه المرحلة لثبات القبضة والتحكم بها أكثر.
هذا الطفل يكون قادرًا على رسم مثلث ومربع، والقص بالمقص، ورسم صور لأشياء مفهومة بدلًا من خربشات المراحل السابقة، عادة ما يكون الطفل الذي يمكنه فعل كل هذه الأشياء مستعدًا للبدء في تعلم كتابة الحروف والأرقام.
إذا قمنا بتدريس الكتابة اليدوية للطفل حينما يكون مستعدًا لها، يمكنه تطوير عادات جيدة في الكتابة التي سيمتلكها لبقية حياته كجمال الخط. ويستمر الطفل في تطوير تحكمه الحركي الدقيق والفهم والمهارات اللازمة للكتابة اليدوية الجيدة لعدة سنوات أخرى.
ليت دور الرعاية النهارية أو رياض الأطفال تراعي مراحل نمو الطفل وقدراته وتعرفها جيدًا، وتساعد الطفل على اجتياز هذه المرحلة بما يناسبها من معرفة بدلًا من مطالبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات بالكتابة. آمل أن يساعدوا الأطفال على تطوير التحكم الحركي، الحسي، البصري والإدراكي من خلال أنشطة مثل الرسم واللعب بالعجينة أو الصلصال وترك الكتابة لحين استعدادهم لها.